تلك هي بعض أقوال المواطنين، الذين يقطنون في مختلف البلديات القريبة من الشواطئ والذين يلجؤون إلى هذا الامر بغرض الحصول على مدخول إضافي، يساعدهم على سد مستلزماتهم اليومية، وفي هذا الإطار يقول بعض السكان إن ظاهرة تأجير السكنات بهذه المدن أصبحت تعرف انتشارا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الطلب المتزايد على التخييم مقابل النقص الكبير في الهياكل السياحية كالفنادق والمنتجعات السياحية، وعجزها عن تلبية طلبات المواطنين الراغبين في قضاء عطلتهم الصيفية على شواطئ الطارف، فحتى وإن وجدت، كما يقول محدثونا، فإن أسعارها كثيرا ما لا تكون في متناول كافة العائلات، الأمر الذي يدفع بهم إلى البحث عن البديل الذي وجدوه أساسا في كراء شقة أو منزل أو طابق فيلا أو حتى مستودع، كل حسب إمكانياته المادية• فالحاجة تجبر بعض العائلات الطارفية على تقاسم شققها مع عائلات أجنبية• إن كانت توجد أكثر من 100 عائلة بأحياء القالة بولاية الطارف تؤجر مساكنها التساهمية وسكنات عدل بأسعار تتراوح ما بين 6 و10 ملايين سنتيم للشهر، فإن هناك عائلات أخرى بهذه المنطقة لا تملك مكانا آخر يذهبون إليه، لكن رغم ذلك يلجأون إلى كراء جزء من مسكنهم بسعر معقول• فهؤلاء يقبلون العيش مع عائلة أجنبية في شقة واحدة كما يقول أحد المؤجرين مقابل جزء من المال ''لأن راتبي الشهري لا يكفيني لتغطية بعض المصاريف الضرورية، فألجأ إلى كراء غرفتين من شقتي كل صيف مقابل ستة ملايين إضافية أجنيها خلال هذه الفترة، وأعمل كل ما في وسعي حتى أوفر الجوّ اللازم للعائلة التي تؤجر عندي وأحيانا أترك البيت لعدة أيام أغتنم فيها الفرصة لزيارة الأهل''•• هذا ويقول نصر الدين، موظف بمؤسسة عمومية، ''منذ4 سنوات وأنا أؤجر شقتي لمدة شهر كامل لأحد أقاربي، يقطن بفرنسا، مقابل 10 ملايين سنتيم، ففي هذه الفترة آخذ زوجتي وأولادي إلى بيت جدهم، حيث يمكثون فيه طيلة هذه الفترة، أما أنا فأمكث عند أهلي، وأستعمل المال المحصل عليه في تسديد القرض الذي أخذته من البنك أما الآن ومنذ أن أصبحت أؤجر مسكني فإنني ربحت من جهتين، قللت من المصاريف وربحت العشرة ملايين''• وعلى هذا الأساس فلا تكاد تدخل مقهى أو محل تجاري إلا و تجد فيه إعلانا من هذا النوع، بعد أن تحولت الطارف في السنوات الأخيرة مع عودة الأمن والاستقرار إلى قبلة مفضلة بالنسبة للكثير من العائلات، التي تعودت قضاء عطلتها الصيفية بشواطئها الذهبية• وعن هذه الظاهرة يقول أحد المسؤولين بقطاع العقار، إن نشاط الوكالات العقارية العاملة في المدن الساحلية يزيد في هذه الفترة بحوالي 90 بالمائة، مقارنة بباقي أشهر السنة، بسبب عروض الإيجار الكبيرة التي تتلقاها هذه الأخيرة في هذا الفصل، بفعل لجوء العديد من الخواص إلى كراء مساكنهم خلال شهري جويلية وأوت، لارتفاع أسعار الكراء في هذه الفترة التي تتراوح ما بين 5 و10 ملايين للشهر وأحيانا أكثر، وتعد أسعار هذه السكنات معقولة جدا مقارنة مع أسعار الفنادق والمركبات السياحية معتبرا أن ظاهرة كراء مساكن الخواص في العطلة الصيفية شيء جيد ومهم لأنه يدخل في إطار تشجيع السياحة بالمنطقة وتغطية النقص الكبير المسجل في الهياكل السياحية، لكن شرط أن يكون هذا النشاط منظما وأن يمر عبر الوكالات العقارية، لأن كراء الآلاف من السكنات من دون المرور على الوكالات يحرم خزينة الدولة أموالا طائلة•