يقصودنهم من كل حدب وصوب بعد أن ذاع صيتهم، يوهمون الناس بقدرتهم على دفع النحس عنهم وقضاء حوائجهم مستعملين بذلك جداول خرافية وطلاسم سحرية التي تلقوا أبجدياتها الأولى من الكتب المغربية لإجبار ضحاياهم على دفع آخر سنتيم يملكونه. إنهم مشعوذون وسحرة عين تيموشنت الذي يجعلون زبائنهم ينقادون إليهم طواعية ويسلمون لهم رقابهم على أطباق من ذهب. * * تمكنت مصالح الدرك الوطني لعين تيموشنت من خلال المخطط المحكم الذي باشرته والقاضي بالتوغل في قلب الأحياء الشعبية إلى الإطاحة بعدة رؤوس متورطة في الشعوذة والدعارة خاصة وان الظاهرتين عرفتا منحنيات خطيرة بحكم قرب موقعها من الحدود المغربية ، أين يتم جلب المستلزمات المستعملة في ممارسة السحر والطلاسم، ونظرا للسمعة التي تتميز بها فان اغلب زبائن مشعوذي الولاية من إطارات واصحاب مؤسسات مفلسة يقصدونهم من كل الولايات وحتى من الخارج قصد إزالة النحس والبحث عن الحظ، علهم يجدون في السحرة الحل لاسترجاع أموالهم وتحقيق صفقات اخرى. * * كشف الرائد منور صلاح قائد الكتيبة الإقليمية لولاية عين تموشنت، أن ظاهرة الشعوذة المتجذرة بالولاية لازالت تستقطب مختلف شرائح المجتمع بمن فيهم الطبقة الراقية، فقد تم منذ بداية السنة معالجة قضيتين تتعلق بممارسة الشعوذة تم على إثرها توقيف أربعة أشخاص، فمن خلال هده القضيتين المسجلتين بالأحياء القصديرية المعروفة بالولاية بممارسة الشعودة وهم حي مالح، سيدي بن عدة وتارقا تم الكشف عن احدث التقنيات التي توصل إليها المشعوذون لاستغفال إطارات وأصحاب مؤسسات مفلسة خاصة نساء الأثرياء اللواتي يبحثن عن حلول سحرية لإرضاء أزواجهن، حيث يعمل هؤلاء المشعوذون على سلبهن مجوهراتهن بعد أن يجبرنهن على وضعها داخل قطعة قماش ثم قراءة بعض التعاويذ وفتحها بعد 48 ساعة ثم وضعها تحت وسادة أزواجهن لتتفاجأ الزوجات بوجود حجارة بدل ذهب داخل القماش، إلا أن هذه الحيلة لم تنطو على رجال الدرك، حيث تم إلقاء القبض على المشعوذة بعد أن اكتشفت امرأة ما وقع لها وبدأت بالصراخ ليتم تبليغ رجال الدرك الذين ألقو القبض على المشعوذة في حالة تلبس. * * ولم تتوقف تقنيات وحيل المشعوذين عند هذا الحد فقط، بل تعدى إلى استعمال طريقة الجداول، حيث كشف لنا الرائد منور أن هؤلاء المشعوذين يستعملون طريقة الجداول لإيهام الضحية انطلاقا من البرج الذي ينتمي إليه "ناري أومائي أو بري" بإستعمال طريقة حسابية تجمع بين إسم الأب والأم. * * قطران، مسك وجلد الثعابين من المغرب لاستنزاف جيوب الجزائريين * باشرت مصالح أمن دائرة المالح حملة لمحاربة ظاهرة السحر والشعوذة التي تشتهر بها هذه المنطقة نظرا لقرب موقعها من الحدود المغربية، حيث يتم جلب الكتب التي تعلم ممارسة السحر والطلاسم، وقد تمكنت ذات المصالح من توقيف مشعوذ متلبسا بممارسة الشعوذة والسحر داخل بيته بالمالح، ويتعلق الأمر بالمدعو "م. ب" البالغ من العمر36 سنة، وبعد أخذ الإذن بتفتيش منزله من طرف وكيل الجمهورية لدى محكمة عين تموشنت، تم العثور على لوازم ومعدات كالمداد، مادة القطران، كميات من المسك والرصاص، مجموعة من الأعشاب والعقاقير المستخدمة في السحر إلى جانب مجموعة قصاصات ورقية عليها طلاسم وجداول، مرآتين عاكستين، وكتب تم جلبها من المغرب تستعمل في تحضير طقوس السحر والشعوذة، حيث كان يقوم بالنصب والإحتيال على المواطنين ويسلب أموالهم، ونظرا للشكاوي العديدة قامت مصالح الأمن بمداهمة منزله وإلقاء القبض عليه، ليتم تقديمه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عين تموشنت الذي أمر بإيداعه الحبس الاحتياطي بتهمة النصب والإحتيال. * كما قامت نفس المصالح بحجز بعض الأدوات المستعملة في إعداد الوصفات تتمثل في جلود الثعابين وريش الطيور وفرو الذئاب والقنافذ، تم على اثرها توقيف شيخ "73 سنة" وهو في حالة تلبس بممارسة السحر بمنزله الكائن بشارع باستور بعين تموشنت، حيث تم ضبط عدة زبونات بمسكنه، اذ يتقاضى مقابل الوصفة الواحدة مبالغ مالية تتراوح بين 4 و10آلاف دج.