تواصل العائلات البومرداسية تحضيراتها لاستقبال شهر رمضان الكريم، فبعد تنظيف المنازل وطلائها قصدت ربّات البيوت الأسواق لشراء مختلف المستلزمات التي تحتاج إليها خلال هذا الشهر المبارك، وهذا ما وقفت عليه جريدة ''الفجر'' خلال تجوّلها بأرجاء السوق الأسبوعي المنّظم بمدينة بومرداس، حيث كان هذا الأخير قبلة للعائلات البومرداسية التي قصدته من كل حدب وصوب لشراء أغراضها• الأواني سيّدة المشتريات تعكف معظم السيدات اللواتي قصدن السوق على شراء الأواني، احتفالا بقدوم شهر رمضان الكريم، فتنوّعت المشتريات من امرأة إلى أخرى إلاّ أن القاسم المشترك كان صحون الشوربة، حيث تعتمد بعض العائلات البومرداسية تقليدا متوارثًا يتمثل في شراء أواني جديدة لكل رمضان جديد• وفي هذا أكدت لنا السيدة(ن،ع) أنها مع اقتراب شهر رمضان الكريم من كل سنة تعمد إلى شراء أواني جديدة تحضيرًا لاستقبال الضيف القادم، مضيفة أنها ورثت هذه العادة من عائلتها قبل زواجها• وإن كانت هذه السيدة تعمد إلى تغيير أوانيها مع قدوم كل رمضان جديد فإن الكثير من النساء اللواتي التقت بهنّ ''الفجر'' في السوق أكّدن أنهن قدمن لشراء ما ينقصهن من أواني لاستقبال شهر رمضان كون هذا الشهر المبارك حسبهن تكثر فيه الدعوات وتبادل الزيارات بين الأهل والأحباب كذلك، فلابد من توفير أواني إضافية لتلبيّة الحاجة• ولم يقتصر اهتمام السيدات بالأواني، فحسب بل أبدَيْن ولعهنّ بالجمال، فالإفطار لا يحلو إلا بمائدة مزينة ومرتبة أحسن ترتيب•• لذلك لم تَتوانَ معظم ربّات البيوت عن شراء أغطية وشراشف للمائدة كل حسب ذوقها• وبما أنّ شهر رمضان يتميّز بتنّوع الأطباق وتعددها، ممَّا يستدعي بذل مجهود مضاعف ووقت أطول لذلك، عمد بعض الرجال إلى شراء أفران جديدة تحسبًا للشهر الكريم خاصة حديثي الزواج، على غرار السيد(م،ف) 34 سنة متزوج حديثًا، وجدناه بإحدى الطاولات لبيع الأواني يسأل عن ثمن الموقد أو ما يعرف ب ''الطابونة''، فسألناه إذا ما كان لشرائه لهذا الموقد علاقة بالتحضير لشهر رمضان المبارك فردّ بأنه متزوج حديثا، ويلزمهم فرن جديد كي تتمكن زوجته من طبخ ما يحلو لهما من أطباق في شهر رمضان• أسعار الخضر والفواكه هاجس العائلات البومرداسّية اتجهنا نحو الخضر والفواكه وكانت الطامة الكبرى، فالسلع المعروضة اتسمت جلّها بالرداءة فيما يقابلها ارتفاعً جنونيّ في الأسعار، فحتى الخضر الموسمية كالطماطم والفلفل بنوعيه لم تنزل أسعارها عن 40 دج للكيلوغرام الواحد، هذا بالنسبة للنوع الرديء أما النوع الجيد فيتراوح سعره بين 60 إلى 80 دج• فعدا ''القرعة'' التي تميّزت بحودتها وثمنها المعقول والذي لم يتجاوز 30دج، فإنّ كل الخضروات الأخرى شهدت أسعارها التهابًا، وهو حال الجزر والتي رغم رداءتها لم ينزل سعرها عن 50 دج للكيلوغرام، فيما صنع الليمون التميّز حيث وصل سعره إلى 150 دج للكيلوغرام رغم عدم نضّوجه بعد• والفواكه هي الأخرى تعرف ارتفاعا جنونيّا في الأسعار فرغم كون الولاية من أكبر الولايات المنتجة له إلاّ أنّ سعر العنب لم ينزل عن 80 دج للكيلوغرام، كما حدّد سعر البطيخ الأحمر ب 40 دينار جزائري•