كشفت مصادر أمنية أن قوات الجيش توجد في مرحلتها الأخيرة من الاستعدادات الخاصة بالعملية العسكرية المشتركة مع دول الساحل، الموجّهة ضد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وستكون معزّزة بقوات الطيران قصد ملاحقة عناصره الإرهابية وتوفير غطاء جوي خلال الحملة المرتقبة في الأيام القليلة القادمة• وستشارك قبائل التوارف المنتشرة في شمال مالي والنيجر في طرد التنظيم الإرهابي من المنطقة والعمل سويا مع القوات النظامية لدول المنطقة، في واحدة من العمليات الواسعة المنتظرة ضد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، استمرارا للضربات التي استهدفت العناصر الدموية لتنظيم دروكدال في مختلف مناطق الوطن، رغم الغياب المقصود والملاحظ للمغرب عن اجتماعات التنسيق في المنطقة• من جهة أخرى، ذكر الخبير الفرنسي، إيف ديبوا، معلقا على غياب المغرب عن اجتماعات الأمن والتنسيق لدول الساحل، أن الجزائر أصبحت تتبوأ موقعا رائدا في مجال مكافحة الإرهاب، جعل الولاياتالمتحدةالأمريكية تتعاطى معها بوصفها الحليف الرئيسي في المنطقة على حساب المغرب، التي فهمت الأمر وتحاشت اللقاءات التنسيقية التي تهدف إلى تتبع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وتقودها الجزائر اعترافا باحترافية مؤسستها العسكرية وتجربة قواتها في مجال محاربة الإرهاب، وهو ما لم تتجرعه الرباط التي تملك عقدة إزاء أي اعتراف عالمي للجزائر، وتغيبت عن كل الاجتماعات الأمنية السابقة• وأضاف الخبير في تصريح ل''سويس أنفو''، أنه بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 سارعت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى اتخاذ الجزائر كشريك كبير في الحرب على الإرهاب، وقال ''هذا التحول رفع من منزلة الجزائر في نظر الأمريكيين على حساب حلفاء إقليميين آخرين''، وقال ''إن الجزائر تعاطت مع الولاياتالمتحدة بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001، بوصفها الشريك الأكبر في الحرب على الإرهاب''، وأضاف أن ''هذا التعاطي رفع من منزلة الجزائر في أنظار الأمريكيين على حساب حلفاء إقليميين آخرين''• ويرى المراقبون أن غياب القيادات العسكرية والأمنية المغربية عن جميع الاجتماعات واللقاءات الأمنية التنسيقية بين دول المنطقة المغاربية، يرجع إلى أن الجزائر تعتبر أمر محاربة الجماعة السلفية يعنيها بدرجة كبيرة مقارنة مع بلدان الجوار، والهدف الأساسي الذي تسعى لتحقيقه ينحصر في توجيه ضربة تقصم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي للأبد، باعتبار بداية النشاط كان فوق التراب الوطني من جهة، وأن محاولة توسيع نشاطه إلى دول منطقة الساحل دفع إلى تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي لمواجهة التنظيم الإرهابي لدروكدال، من خلال لقاءات تنسيقية يجري التحضير في هذه الأيام لأحدها بعد أن أجل في وقت سابق بسبب انتخابات النيجر، من جهة أخرى•