أن تدخل مدينة الفنار في شهر رمضان، ولا تعود محمّلا منها بعلبة قلب اللوز بوطالب لعمي ''دبيش يوسف'' فكأنك لم تزر المنطقة، ولم تعش نكهتها، لا لشيء إلا لكون شهرة قلب اللوز بوطالب تعدّت ولاية جيجل إلى سكيكدة، عنابة، قسنطينة، ميلة وغيرها، وهو ما وقفنا عليه خلال تنقلها إلى محلات عمي ''دبيش يوسف'' بالمدخل الغربي لمدينة القنار في اليوم الخامس من شهر الصيام، حيث سجلنا طوابير طويلة ومكثفة على حبيبات قلب اللوز وكذا الكسرة والخبز وقد عاد العشرات إلى منازلهم خائبين لنفاد كل الكمية قبل الساعة الخامسة والنصف زوالا• عمي ''دبيس يوسف'' المنحدر من قرية بوطالب التابعة لبلدية الشقفة دخل عالم الحرفة التقليدية في سن مبكرة وهذا سنة 1981 رفقة شقيقه مصطفى ليمارس هاته المهنة بالشقفة ثم بوطالب وأخيرا استقر بالقنار وهذا بعد تجربة حوالي 30 سنة، تمكّن خلالها من صنع اسم له في السوق، وفي أوساط الصائمين بفضل نوعية ونكهة قلب اللوز الذي يصنعه بخلطات سحرية خلال إشرافه على عملية تحضير العجين بواسطة الكاكاو، العسل والليمون وغيرها• ويضيف عمي ''يوسف'' الذي وجدناه رفقة نور الدين مرتديا قميصا مميزا ويحاول إرضاء زبائنه الذين يصطفون الواحد تلو الآخر بعد نفاد كل شيء بأن زبائنه من كل الولايات لاسيما سكيكدة، قسنطينة وميلة بحيث يوجد هناك بعض الصائمين يقطعون أزيد من 150 كلم من أجل قطعة قلب اللوز بوطالب، التي تباع ب 20 للقطعة الواحدة، حيث فضل عمي ''يوسف'' عدم الزيادة في الأسعار رغم التهاب أسعار المواد الأولية الأخرى إضافة إلى صناعته لكسرة ذات جودة عالية والتي تباع ب 40 دج وكذا الخبز المحسن وهو ما يجعل محلاته تعرف يوميا اكتظاظا كبيرا للصائمين من مختلف الأعمار والشرائح، وهو ما جعله أيضا يرفض هذا الموسم تزويد التجار وباعة قلب اللوز لعدم كفاية الكمية المنتجة للزبائن•