يعرف الشارع الشعبي ''لاكولون'' الواقع بقلب عنابة، انتشارا لباعة ''قلب اللوز'' أو ما يصطلح على تسميته في الشارع العنابي ب''الهريسة''، هؤلاء الباعة متميزون لأنهم قدموا من العاصمة وضواحيها ليس بحثا عن رحلة حرفة من سواحل الولاية وإنما سويا للعمل والكسب الحلال· عبد العزيز أحد هؤلاء الشباب كتب وبالخط العريض لافتة فوق محله ''هنا قلب اللوز عاصمي عند عبد العزيز باب الواد''· ومثل هذا الأخير كثيرون آخرون قدموا من العاصمة وتمكنوا من كراء محلات في شارع ابن باديس وغيره من شوارع مدينة عنابة للترويج لقلب اللوز العاصمي الذي أصبحت له شعبية لا تضاهى في هذه الولاية· وأكد أحد الباعة بحي لا كولون أنه يحضر يوميا أزيد من 100 صينية قلب لوز لتجار الجملة في الفترة الصباحية ليبدأ بالبيع للزبائن بالتجزئة ابتداء من الواحدة، حيث وبحلول الرابعة لا تتبقى أي كمية لديه· عند تنقلك إلى محلات قلب اللوز العاصمي بحي لاكولون فإن عبق الرائحة الشهية للعسل وماء الورد يأسرك، لتفاجأ بطابور طويل من الزبائن يطالبونك بالوقوف في دورك وعدم تجاوزهم، لاقتناء حبات من قلب اللوز· في هذا الإطارأضاف أحد الباعة أن أول من كان يحترف تحضير أطباق الحلوى هذه كان شابا تعلم الصنعة في العاصمة ونقلها لشباب آخرين من ولاية عنابة، حيث اختلطت الأنامل العاصمية والعنابية في تحضير صينيات قلب اللوز· أما عن زبائن الباعة العاصميين فيؤكدون أن نكهة قلب اللوز تبقى جد مختلفة عند هؤلاء الباعة دون غيرهم، مضيفين أنهم زبائن لديهم منذ سنوات، كما أنهم يبقون كذلك حتى عقب انتهاء شهر رمضان، لأن هذه المحلات لا تتوقف عن صنع قلب اللوز· من جانبهم أكد الشباب العاصميون، بخصوص مغامرتهم التي جاءت بهم من العاصمة وتيزي وزو إلى عنابة، أنها كانت صعبة بعض الشيء عند البداية، غير أن مساندة الأهل والأقارب المتواجد بعضهم بالولاية منحتهم نفسا طويلا وإرادة صلبة لاقتحام السوق، وصنع التميز الذي أصبح شعارا يسرقه البعض لكسب الربح حيث أصبحت غالبية محلات الحلويات تكتب على لافتات محلاتها قلب اللوز العاصمي لاجتذاب الزبائن، الذين ورغم كل شيء يبقون أوفياء لباعتهم الخاصين جدا·