قالت مصادر ''الفجر'' أن الوزارة تعول هذه السنة على إنتاج ولاية الوادي من البطاطا بسبب أن الموسم القادم الذي بدأت عملية الزرع فيه هذه الأيام بالمنطقة، هو موسم خاص بولاية الوادي بسبب الأمطار الغزيرة وكذا الثلوج المنتظر أن تتهاطل على الولايات المنتجة الأخرى، لاسيما في مناطق الشمال، وهي الخطوة التي ترمي من خلالها الوزارة للحفاظ على استقرار أسعار البطاطا في الأسواق الوطنية، خصوصا بعد المضاربات التي عرفتها أسعارها في الأشهر والسنوات الماضية· وفي هذا السياق، كشف مدير المصالح الفلاحية بولاية الوادي، أحمد لبرارة، في تصريح ل''الفجر'' أن الوزير أمرهم بإعداد تقرير مفصل عن المساحات المسقية الخاصة بزراعة البطاطا وكذا أهم المشاكل والتحديات التي تعيق الزيادة في إنتاج هذا المنتوج الاستراتيجي، أين سجلت الولاية سنة 2008 أكثر من 3 ملايين قنطار من مختلف أنواع البطاطا، ويقول المنتجون للبطاطا إن الإنتاج من الممكن أن يرتفع في حال تكفلت الوزارة بشق مسالك جديدة وسطرت برامج استعجالية للكهرباء لمساعد الفلاحين في الزيادة في المنتوج· وتعرف مختلف المصالح التابعة لمديرية المصالح الفلاحية بولاية الوادي حركة غير عادية هذه الأيام نظير تشكيل عدة لجان مهمتها إحصاء عدد الهكتارات المسقية في مختلف المناطق الفلاحية بالولاية، أين يتركز غالبيتها ببلديات حاسي خليفة، الرقيبة، تغزوت الطريفاوي وفمار، بغرض رفع تقرير مفصل لوزير الفلاحة والتنمية الريفية نهاية الشهر الجاري، خاصة أن الموسم الماضي عرف ارتفاعا جعل المصالح المعنية مضطرة إلى استيراد البطاطا من الخارج، وما يصاحب هذا الاستيراد من صرف عملة صعبة الدولة في حاجة ماسة إليها· يأمل الفلاحون من جهتهم أن تلتفت الدولة إليهم من خلال إنشاء برامج جديدة للكهرباء، حيث ذكر هؤلاء ل''الفجر'' أن بعضهم اضطر لجلب الكهرباء من مسافات بعيدة قد تصل إلى أكثر من 04 كلم كلفتهم أزيد من 40 مليون سنتيم للفلاح الواحد، ناهيك عن مصاريف الكهرباء الباهضة الثمن وانعدام المسالك الفلاحية، حيث يضطر الفلاحون لنقل منتجاهم عبر سيارات الدفع الرباعي التي يصل كراؤها في اليوم الواحد إلى أكثر من 5000 دينار جزائري، تضاف إلى ذلك المشاكل الأخرى الخاصة بالبذور المغشوشة التي حصلت في السنوات الأخيرة، والتي كبدتهم خسائر كبيرة جعلت العديد منهم يبتعدون عن مهنتهم الأصلية ويغيرون نشاطهم· من جهته، كشف رئيس المجلس المهني للبطاطا بولاية الوادي صحراوي تركي ل''الفجر'' أن منتجي هذه المادة في توسع مستمر رغم بعض المشاكل التي تعترضهم، ففي سنة 2000 كانت المساحات المسقية لا تتعدى ال 400 هكتار وكان حينها الانتاج يقدر بنحو 8000 هكتار فقط أما من 2600 في المائة أين وصل الانتاج إلى حدود 02 مليون قنطار، والمراهنة هذه السنة على إنتاج حوالي 03 مليون قنطار· ويضيف ذات المتحدث أنه في حال وفرت الدولة الكهرباء في المناطق الفلاحية، فإن المنتجين بولاية الوادي باستطاعتهم الوصول إلى أضعاف المنتوج الحالي والوصول إلى إنتاج 10 مليون قنطار، وهو رقم غير مستحيل - حسبه - على فلاحي الوادي الذين حولوا الكثبان الرملية إلى جنات خضراء· لكن وبالموازاة مع ذلك، يضيف رئيس المجلس الولائي للبطاطا، على وزارة الفلاحة أن تساعد المنتجين والفلاحين لكي لا تضطر إلى الاستيراد من الخارج· أما مدير الفلاحة بولاية الوادي، احمد لبرارة، فقد أكد أن تحديات المنطقة في إنتاج هذه المادة الإستراتيجية أصبح كبيرا، والدليل حسبه أن الوزير شخصيا منكب وعازم على تطوير هذا المنتوج بولاية الوادي التي أصبحت رائدة في إنتاج البطاطا ويعمل على دحر كل العراقيل والمشاكل التي من شانها أن تعيق الزيادة في المنتوج، وهذا من خلال حرصه على دراسة التقرير الذي سيرفع لمصالحه من طرفنا عن إحصائيات المساحات المسقية المشاكل والعوائق التي تعترض الفلاحين والمنتجين، خاصة أن الولاية سجلت السنة الماضية إنتاجا كبيرا في هذه المادة، وسنعمل رفقة الفلاحين والوزارة المعنية على حل كل المشاكل القائمة· للإشارة فإن عدة مشاكل أثرت سلبا على منتوج البطاطا بالوطن، من بينها البذور المغشوشة المستوردة من الخارج التي كانت السبب الرئيسي في خسارة عدد كبير من الفلاحين في السنوات الأخيرة، مما اضطرهم إلى تغيير نشاطهم الفلاحي·