طالب، أول أمس، زعيم المتمردين التوارف في مالي، إبراهيم أغ باهانغا رسميا من الوساطة الجزائرية المكلفة بحل أزمة الحكومة المالية والمتمردين، إعادة إدماجه في مسار السلام في المنطقة وذلك بعد مقاطعته لجلسات الحوار التي جاءت مباشرة بعد رحيله للإقامة في ليبيا• ونقلت، أمس، وكالة الأنباء الفرنسية عن أحمد أغ أوسوف، المقرب من زعيم المتمردين التوارف أن هذا الاخير طلب رسميا أول أمس الثلاثاء من الوساطة الجزائرية إعادة إدماجه في مسار السلام الذي ترعاه الجزائر لحل النزاع بين الحكومة المالية والمتمردين• وكان إبراهيم أغ باهانغا قد قاطع جلسات الحوار التي استضافتها الجزائر مؤخرا مواصلة منها للعب دور الوساطة لوقف النزاع المسلح بين الطرفين• وجاءت مقاطعة زعيم المتمردين بعد انتشار حديث عن وساطة ليبية موازية• وقال نفس المصدر "إن التوارف يريدون السلام لأن الحرب لا تجدي" وأضاف أن الجزائر بإمكانها مساعدة الجميع لصنع السلام، وأكد المصدر المقرب من إبراهيم أغ باهانغا أنهم لم يتلقوا بعد رد الطرف الجزائري، مرجحا مشاورتهم للحكومة المالية قبل ذلك• ويعبر سعي زعيم المتمردين الى المشاركة مجددا في المفاوضات المتعلقة بتطبيق اتفاق السلام بين الحكومة المالية والتحالف من أجل التغيير رغبة في دفع الجيش المالي إلى وقف عملياته العسكرية ضد المسلحين في شمال كيدال، حيث رفض الجيش المالي الاستجابة لطلب المتمردين التوارف الذي رفعته الأحد المنصرم والمتعلق بوقف إطلاق النار• وقد توعد الجيش على لسان أحد المسؤولين بمواصلة العمليات العسكرية الى غاية القضاء على جميع المتمردين التوارف من جماعة أغ باهانغا• وهي العمليات التي كلفت المتمردين خسارة 31 من صفوفهم منذ انطلاقها الشهر الماضي، جعلتهم يسعون الى إقناع الجيش بوقف عملياته ضدهم من أجل العودة الى التفاوض برعاية جزائرية• وقد تسببت العمليات العسكرية التي قادها زعيم المتمردين التوارف ضد الجيش المالي في عزم هذا الأخير على مواصلة العمل المسلح ضدهم، كما تسبب الخيار المسلح الذي لجأ إليه إبراهيم أغ باهانغا في تعثر جهود السلام التي تقودها الجزائر منذ 2006 من أجل تطبيق الاتفاق بين الحكومة والمتمردين وإنهاء الصراع، بالإضافة إلى عمل السلطات الليبية على القيام بوساطة موازية لم تساعد على تقدم ملف النزاع بين الطرفين نحو الانفراج• ورغم ذلك جددت الجزائر مؤخرا استعدادها لمواصلة دورها في دفع طرفي النزاع إلى احترام وتطبيق اتفاق السلام•