ذكرت أمس مصادر أمنية رفيعة في نواكشوط، أن السلطات الموريتانية تعتبر استسلام الإرهابي مختار بلمختار مكسبا معتبرا للأمن الموريتاني، من خلال مساهمته في الكشف عن الخلايا الإرهابية النائمة فوق الأراضي الموريتانية، وعلاقة المعتقلين منهم بالتنظيم السلفي المقاتل الموريتاني، معتبرة إياه من ألد أعداء الجيش الموريتاني والشعب بعد العمليات الإرهابية الدموية التي يتحمل مسؤوليتها· وعبرت ذات المصادر عن تخوفات السلطات الأمنية في نواكشوط من ضياع ما أسمته مكسبا معتبرا بعد ورود أنباء عن تخطيط قيادات تنظيم ما يسمى القاعدة في المغرب الإسلامي، لتصفية الإرهابي بلمختار المدعو خالد أبو العباس، للحيلولة دون تقديمه للاستراتيجية التي وضعها التنظيم خلال الفترة المقبلة، وطي ملف الخلايا النائمة التي يعتمد عليها الإرهابي دروكدال لتنفيذ عملياته الإرهابية في المنطقة، وكذا العلاقات التي يقيمها مع عدة أطراف وعصابات التهريب والتمويل· وأضاف مسؤولون موريتانيون أن تطويق الخلايا النائمة للتيار السلفي المتواجدة فوق التراب الموريتاني، خاصة في العاصمة نواكشوط، التي يتخذها عدد كبير من العناصر الإرهابية والمتعاطفون مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي كمعاقل، وبشكل كبير في أحياء لم يتم التوصل لتحديدها من طرف أجهزة الأمن، وهو ما يبقى الهدف الأساسي لتطويق نشاط التنظيم في موريتانيا· وأوضحت ذات المصادر أن أجهزة الأمن الموريتاني تنتظر بفارغ الصبر إعلان السلطات الجزائرية عن استسلام الإرهابي مختار بلمختار، من أجل التقدم بطلب تزويدها بقائمة العناصر الإرهابية المتواجدة فوق التراب الموريتاني التي سيكشف عنها بلعور، وخاصة الإرهابيين الموريتانيين، ما يسهل عملية ملاحقتها والقضاء عليها· وقالت ''موريتانيا إنها ستكون مستفيدة بدرجة كبيرة عندما يسلم بلعور نفسه للسلطات الجزائرية، لأنه من المتوقع أن تزود الجزائر موريتانيا باللائحة الكاملة للمنتسبين إلى التنظيم الإرهابي، بعد التحقيقات مع القيادي في ما يسمى إمارة الصحراء، وبالتالي يمكن القضاء نهائيا على الناشطين المسلحين في التيار''· وأكدت ذات المصادر تواجد الإرهابي بلعور في منطقة آمنة بالحدود الجزائرية المالية لدى قبائل البرابيش، برفقة 15 مسلحا آخرا، ينتظرون إنهاء الاتصالات مع مصالح الأمن الجزائرية من أجل الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي يعرف نجاحا كبيرا منذ أن أقره رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، منهيا بذلك 17 سنة من العمل الإرهابي· وتتابع مصالح الأمن الجزائرية والموريتانية قيادي إمارة الصحراء، مختار بلمختار، في عدة قضايا إرهابية منذ انخراطه في العمل المسلح سنة 1994 ونشاطه في تهريب الأسلحة والمؤونة لصالح التنظيم الإرهابي الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ومنها مسؤوليته في اغتيال 13 شرطيا سنة 1993 بولاية غرداية واغتيال 5 أجانب وعدد من حراس الأمن إثر هجومه على مصنع الأنابيب، واختطافه ل23 سائحا غربيا في الصحراء سنة ,2003 متسلما فدية قدرت بحوالي 5 ملايين أورو مع القيادي السابق المدعو عماري صايفي، المدعو عبد الرزاق البارا المتواجد لدى العدالة·