قدم، مساء أمس، رجل الأعمال المعروف الفرنكو-جزائري، يزيد صباغ والمحافظ السامي لترقية التنويع العرقي، مشروع تجريب السيرة الذاتية المجهولة في حلتها الجديدة بهدف تفعيل محاربة العنصرية في الأوساط المهنية المختلفة في فرنسا، بعد أن تبين أن نسبة 40 في المائة من المهاجرين القاطنين في الضواحي المهمشة يعانون من التفرقة العنصرية· ويأتي مشروع صباغ بعد فشل مشروع سابق لتاريخ تعيينه في سياق تعيين الرئيس ساركوزي عددا من الوزراء والمسؤولين المنحدرين من أصول إفريقية ومغاربية· وسيقدم المشروع الجديد الذي سيطبق في 7 محافظات على كل المؤسسات الاقتصادية بعد أن أثري بإجراءات أكثر ملموسية من وجهة نظر قانونية بغرض تجاوز العقبات التي حالت دون تطبيقه على أحسن وجه منذ المصادقة عليه رسميا في الثاني أفريل .2006 هذا المشروع القديم-الجديد لم يطبق خلال أكثر من ثلاثة أعوام إلا على نطاق اقتصادي وجغرافي ضيق جدا، وما يدل على صحة ذلك انفراد منطقة الاكيتان بتطبيق قانون السيرة الذاتية المجهولة الذي ينص على عدم الكشف عن اسم وبشرة وجنس وعمر وناحية سكن المترشح للحصول على وظيفة ما· المجلس الجهوي لمحافظة المنطقة المذكورة الواقعة جنوب غرب فرنسا، ممثلا بالنائبة الاشتراكية المكلفة بمحاربة التفرقة العنصرية، نعيمة شراع، يطبق القانون منذ أكثر من سنة، واستطاع أن يوظف خمسة وثلاثين شخصا اعتمادا على السيرة الذاتية المجهولة· وحتى تتمكن من تطبيق القانون بحذافره وبمهنية، استعانت المحافظة بشركة خارجية متخصصة عالجت كل طلبات العمل التي قدمت على مستوى مدينة ''بو''، بما يضمن سرية تامة تتعلق بهوية المترشحين لوظائف مختلفة ومناصب إدارية· نعيمة شراد التي طبقت التجربة غير المسبوقة في فرنسا، طالبت الحكومة الفرنسية، في سياق عرض مشروع صباغ الجديد، بمحاربة العنصرية في العمل بحزم لا يقبل التشكيك، وتعجبت لعدم صدور مرسوم تطبيق قانون السيرة الذاتية المجهولة إلى يومنا هذا، الأمر الذي لا يسمح بمعاقبة المؤسسات العاصية التي توظف أكثر من خمسين عاملا كما ينص مرسوم القانون المصادق عليه في أفريل .2006 وفي تقدير النائبة نعيمة فإن التطبيق يبقى مسألة إرادة سياسية أولا وأخيرا· الرئيس نيكولا ساركوزي تحدث في خطابه عن التنويع العرقي في ديسمبر العام الماضي ورد على أمثال نعيمة بقوله إنه يريد التقدم في هذا المشروع اعتمادا على البراغماتية والإقناع وليس على الضغط·