قال الدكتور زهير ايحدادن أن ثورة أول نوفمبر شهدت بعض الأخطاء غير المقصودة بسبب وجود اختلافات في وجهات النظر تجاه بعض القضايا، جراء عامل الضغط والحرص الشديد على سرية ونجاح الثورة، مستدلا بحوادث مقتل عبان رمضان وعميروش، وما دار حول كريم بلقاسم وبن بلة، ودعا في هذا الصدد إلى الكتابة الموضوعية للتاريخ وتقبل الكتابة في إطار الاختلاف الموجودة• وأوضح المؤرخ أن ما يعرف بالتطهير السياسي كان موجودا ومتداولا خلال الثورة، وكان يطبق حسب قوله ب''الموس''، أي ما يعني الإعدام بالسلاح الأبيض، مشيرا إلى أنها كانت وسيلة لإجهاض أية محاولة للخونة• وقال ايحدادن أمس خلال ندوة تاريخية نشطها بمنتدى جريدة ''الشعب''، إن بيان أول نوفمبر كان بمثابة الدستور للجزائر قبل الاستقلال، موضحا أن بعض مبادئ أول نوفمبر لم تتحقق، كما هو الشأن بالنسبة لقضية احترام الحريات الأساسية، حيث سجل المؤرخ تراجعا في هذا المجال مقارنة بما هو موجود في الساحة الوطنية اليوم، لأن هناك تضييقا على الحريات• واعترض العضو القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط، على هذه النقطة، موضحا أن مرد ذلك يعود إلى التخوف الذي كان موجودا لدى حزب جبهة التحرير الوطني من إمكانية بقاء مليون فرنسي بعد استقلال بالجزائر، وما تطرحه هذه النقطة من إمكانية قيامهم بمحاولات لإقامة دولة بأبعاد لائكية، الأمر الذي كان مرفوضا بتاتا لدى المجاهدين، خاصة وأن الشعب الجزائري مسلم• أما النقطة الثانية التي لم تتحقق حسب المحاضر، فتتعلق بتحقيق وحدة شمال إفريقيا، باعتبارها مطلبا منذ ميلاد الحركة الوطنية في الجزائر، وأرجع الفشل في تحقيق الفكرة إلى اختلاف قادة دول المغرب العربي، خاصة تونس والمغرب، في تجسيد هذا التصور• كما سجل الأستاذ أحمد عظيمي، المتخصص في الشؤون الأمنية، المساهمة التي قام بها الدكتور زهير احدادن في التحاق الطلبة بركب الثورة سنة ,1958 باعتبارهم الخزان الذي أمدها فيما بعض بالإطارات التي حملت المشعل وخططت لتطبيق ما ورد في بيان أول نوفمبر•