وبحسب أقاربه الذين كان يقيم وسطهم كلما قدم رفقة عائلته إلى الوادي، فإن خالد كان يتميز بكونه صاحب أخلاقا عالية، وعي الصفة التي يصر الجميع على أن تقترن باسمه• انتقلنا إلى بلدة أجداده ببلدية المقرن حيث التقينا عدد من أصدقائه وأبناء خاله، الذين جمعتنا وإيّاهم جلسة حميمية رائعة، وكان أول من التقيناه ابن خاله الأكبر السيد عمر توات المقتصد بمتوسطة بته لعبيدي بالمقرن، الذي استضافنا داخل مكتبه بالمتوسطة، بصدر رحب وتحدثنا مطولا عن خالد لموشية وبدايات تعلقه بكرة القدم• وكشف ابن خال لموشية ل''الفجر'' أن خالد شبّ منذ نعومة أظافره على الأخلاق الجيدة، بحيث كان مجتهدا ومنضبطا إلى أقصى الحدود، حيث انضم منذ صغره إلى مدرسة فريق ليون سنة 1992 ورغم كونه كان يقطن بجيفور البعيدة، إلا أن أباه تكفل بنقله بعدما لاحظ تعلقه بالكرة وشغفه بها• وكشف لنا عيسى أن خالد سطع اسمه عقب بعد المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه قناة ''كنال +'' الفرنسية وفيها تحدث خالد على سر تفوقه والذي أرجعه، لحبه لهذه الرياضة وكذا التشجع الكبير الذي كان يتلقاه من والده• وهو سر اختياره من قبل القائمين على مدرسة ليون ليكون أحد تلاميذها النجباء الذين يمثلونها في اللقاءات الرياضية• كما لعب والداه دورا مهما في تربية ونشأة خالد، فقد كان أخ لأربع بنات كلهن محافظات رغم صعوبة الأمر بسبب نشأتهن وتربيتهن في وسط غربي لا يقيم أي وزن للتقاليد والأعراق الإسلامية• وحول علاقة خالد بالأندية الوطنية والكيفية التي انتقل بها للعب مع الوفاق السطايفي، أوضح عيسى أن لموشية لما قدم إلى الوطن قبل أربعة سنوات، تلقى عدة عروض من شبيبة القبائل، مولودية الجزائر ووفاق سطيف، مما جعل خالد يستشير ابن خاله الذي نصحه باللعب للوفاق السطايفي كونه الأقرب لمدينة وادي سوف، ولن يحس بالتالي بالبعد عن الأهل، وتسهل عملية تأقلمه واندماجه• قبل أن ينضم للفريق الوطني بعدما استدعاه المدرب رابح سعدان الذي أشرف عليه في الوفاق السطايفي ووقف على إمكانياته الكروية وأخلاقه• من جهة أخرى، كشف ابن خال لموشية أن خالد كان في السابق قليل التردد على الجزائروالوادي، بسبب عدم تسوية وضعيته تجاه الخدمة الوطنية، حيث كانت أمه تأتي للمنطقة لزيارة الأهل دون خالد• لتكون زيارته مؤخرا للوادي مناسبة لرؤية الأهل والأصدقاء، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث خص باستقبال وترحيب كبيرين من قبل الجميع ، إذ اختلطت زغاريد النسوة وطلقات البارود، بالجانب الرسمي الذي خصته به السلطات المحلية والولائية وعلى رأسها والي الوادي، وحتى أعيان المنطقة الذين منحوه شرف إعطاء إشارة انطلاقة دورة أولمبيك المقرن التي نظمت لصالح شباب أحياء البلدية• وكانت الفرصة أيضا لزيارة عدد من قرى البلدية كأم الزبد وقرية الحمادين، حيث التقى شبابها وكانت له معهم أحاديث حول يومياتهم• أما أبناء خال خالد وهم كل من الجباري والصادق وصلاح الدين وعمار فقد كشفوا لنا أن خالد على اتصال دائم بهم، ويخبرهم بكل تحركاته لإسعاد جمهوره بالجزائر وببلدته المقرن• كما التقينا خلال الجولة التي قادتنا إلى مسقط رأس لموشية بمراد وهو إعلامي، حيث أوضح لنا أنه الزيارة الأخيرة التي قادت خالد إلى المنطقة، صرح خلالها أنه يهدي ما حققه من نجاح لأبناء عمومته بالمقرن التي يتذكرها ولا يمكن أن ينساها• أما شباب البلدية من أصدقاء خالد الذين تحدثنا معهم، فقد أجمعوا على حبهم له وإعجابهم به، وتمنوا له مشوارا رياضيا كبيرا مليئا بالألقاب، لاسيما وأن سنه الصغير كما قالوا يرشحه ليكون خليفة لزيدان• هذا هو خالد لموشية من مواليد 6 ديسمبر سنة 1981 بمدينة ليون الفرنسية، أبواه ينحدران من بلدية المقرن، 35 كلم شرق ولاية الوادي من عائلة مجاهدة ومعروفة بالمنطقة• اسم والده علي ووالدته عائشة حنّاشة• ولدت أمه بالرديف التونسية إبّان الاحتلال الفرنسي، وعقب الاستقلال توجهت عائلتها إلى عنابة حيث استقر أفرادها بها طويلا قبل الانتقال إلى العاصمة، إذ مكثوا سنوات عديدة قبل العودة إلى ولاية الوادي في سنة 1970 تقريبا، وبالوادي التقى والد خالد لموشية بأمه عائشة وتزوجها وفي نهاية سنة 1979 سافرا إلى فرنسا للعمل، وبعدها بسنتين (1981) رزقا بخالد، الابن البكر للعائلة• عبد القادر غزال غزال ونصّ وخمسة وعشرين يحظى اللاعب الدولي الجزائري، عبد القادر غزال، بشعبية منقطعة النظير في تلمسان والحناية مسقط رأس والدته وأخواله من عائلة دريسي، وهي البلدية التي عاشت أجواء بهيجة فرحا بزيارته الأخيرة في شهر جوان المنصرم بعد المباراة التي جمعت الفريق الوطني بالفريق المصري، والتي سجل فيها غزال الهدف اللقاء الثاني• عبد القادر من مواليد ضاحية دسيين شاربيو الفرنسية قبالة مدينة ليون سنة 1984 من أبويين جزائريين، فأبوه تعود أصوله إلى مدينة مستغانم وأمه من مدينة الحناية. تلقى تكوينه الأول في مدرسة نادي فون فولان ثم انتقل إلى مركز تكوين أولمبيك ليون ليقضي فيه أربعة سنوات من 1998 إلى 2002 ليغادر نحو نادي سانت بريست الذي وقع له عقدا موسم 2005 2004- لعب خلاله 22 مباراة سجل فيها 11 هدفا، بعد ذلك جرب حظه في الدوري الإيطالي حيث وقع عبد القادر لنادي كرتوني بالقسم الثاني، ومنه انتقل إلى نادي بروسيستو في القسم الثالث حيث لعب 3 لقاءات سجل خلالها 09 أهداف. ونظرا للأداء الجيد لعبد القادر غزال استرجعه ناديه السابق كرتوني موسم 2007/2008 أين تألق بشكل لافت، من خلال مشاركته في 35 مباراة سجل أثناءها 21 هدفا توج بعدها هدافا للقسم الثالث الإيطالي.. ليكون أول أجنبي يتوج بهذا اللقب• برز عبد القادر كمهاجم قوي بنادي سيينا سنة 2008/2009 أمضى عقده مع النادي بمقابل مادي وصل إلى ثلاثة ملايين أورو، حيث لعب معه 36 مباراة خلال هذا الموسم، ليتم استدعاؤه من طرف المدرب الوطني رابح سعدان ليصبح قطعة أساسية في الفريق الوطني• ولأن عبد القادر غزال مرتبط بولاية تلمسان مدينة الحناية تحديدا لوجود أقاربه من جهة أمه، فضلت ''الفجر'' أن تحط الرحال بهذه المدينة المضيافة شمال تلمسان وتسجل انطباعات أولية قبيل المقابلة الفاصلة بين الجزائر و مصر في الرابع عشر من الشهر الجاري بملعب القاهرة والتي يتمن كل جزائري فيها النصر للجزائر والحصول على تأشيرة الذهاب إلى مونديال جنوب إفريقيا• لدى وصولنا إلى محطة الحافلات بالحناية بدأت عملية البحث عن عائلة عبد القادر غزال التي لم نجد صعوبة في التوصل إليها، لأن أقصر الطرق إلى ذلك تلك التي تؤدي نحو مقهى دريسي خال اللاعب، والذي اختار الراية الوطنية لتكون حلة يرتديها المقهى، إلى جانب صور للفريق الوطني، وتحول المقهى أيضا إلى مكان لمتابعة مباريات الفريق الوطني• ويجتهد في هذا الأمر ابن خال غزال السيد نبيل دريسي، إذ يحرص على عرض لقاءات الفريق الوطني بواسطة ''الداتاشو'' ليخطي نكهة خاصة لمتابعة اللقاء• كما حدثنا نبيل عن زيارة اللاعب الدولي عبد القادر غزال الأخيرة، وقال إن فرحته كانت كبيرة نظرا للاستقبال العفوي الذي لقيه، وحفاوة الجمهور المتعطش لرؤيته التي كانت كبيرة حيث قام بالتجول بشوارع المدينة لتحية جمهوره. وعن طبيعة الحديث الذي كان يسود خلال هذه الزيارة قال إنه كان منصبا على المباراة التي جمعت الفريق الوطني الجزائري بنظيره المصري بملعب البليدة، وعن حديث غزال عن مباراة العودة فقد وعد الجمهور بتسجيل هدف في شباك المرمى الفريق المصري بملعب القاهرة، يهديه إلى عم أمه دريسي شعيب الذي توفي مؤخرا ولم يتمكن من حضور جنازته•