أقدم أمس سكان القرية الفلاحية ''المعذر'' الواقعة بالمدخل الشمالي لبلدية قلال الواقعة جنوب ولاية سطيف، للمرة الثانية، على غلق مقر البلدية احتجاجا على رفضهم القاطع للظروف المعيشية القاسية التي يتخبطون فيها، والتي يأتي في مقدمتها انعدام المياه الصالحة للشرب وانسداد قنوات الصرف الصحي• وحسب المحتجين فإن هذه الحركة جاءت نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها سكان القرية الخارجة عن مجال التغطية التنموية، وهذا بالنظر إلى إقصائهم من الاستفادة من المشاريع• وقد عدّد هؤلاء السكان جملة من الانشغالات أعيت كاهلهم على مدار سنوات طويلة يأتي في مقدمتها أزمة العطش وانعدام المياه الصالحة للشرب، حيث يتزودون منها عن طريق صهاريج البلدية التي تزورهم مرة في الأسبوع، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة نتيجة انسداد قنوات الصرف الصحي• كما اشتكى المحتجون من إقصائهم نهائيا من قائمة السكن الريفي بالرغم من الطابع الفلاحي للقرية، والتي لم تستفد من هذا النمط من البناء، وذلك بحجة أنهم سبق لهم أن استفادوا من القرية الاشتراكية منذ 1987 وهو الأمر الذي لم يتقبله السكان، بالإضافة إلى تدهور الطريق البلدي الوحيد المؤدي إلى قريتهم، كونه يعرف وضعية كارثية، حيث طالبوا بإعادة تهيئته، ما دفع بسكان المنطقة للخروج للمرة الثانية خاصة وأنهم سئموا من الوعود التي يتلقونها في كل مرة، مطالبين السلطات المحلية خاصة الولائية بالتدخل لوضع حد لهذه المعاناة اليومية• من جهته، اعترف رئيس البلدية بمعاناة المحتجين واعتبر مطالب السكان شرعية، واقترح أن يتم تزويد السكان بالمياه من المناطق المجاورة إلى أن يتم تدشين النقب الجديد المخصص لهذه القرية المعزولة•