وحينها بدأ الجميع يتساءلون: تقني من هذا المستوى ونجهل وجوده؟! هل يمكن فعلا أن يكون جزائريا؟ ''الفجر'' اختارت محاورته ولم يبخل الجزائري عامر منسول بالإجابة على أسئلتنا رغم مشاغله الكثيرة، تابعوا•• بداية، قدّم نفسك للجمهور الرياضي الجزائري• عامر منسول، مدرب رياضي جزائري، حصل منسول على أعلى شهادات التدريب الاحترافي الأوروبية، فنال عام 1997 شهادة التدريب من الدرجة الثالثة، وشهادة التدريب للاتحاد الأوروبي عام ,2001 شهادة التدريب للاتحاد الأوروبي ء عام ,2003 قبل أن ينال الشهادة العليا (الماستر) للمدربين المحترفين للاتحاد الأوروبي خلال العام الجاري• ومتى كانت الانطلاقة؟ بداية المغامرة بالنسبة للمدرب عامر منسول كانت بمغادرته الجزائر عام 1994 باتجاه إيطاليا، أين تلقى تكوينه كمدرب، ثم غادر متوجها إلى الإمارات عام ,2003 حيث طلبت منه إدارة نادي الوصل الإماراتي التعاقد معها للإشراف على فريق الأشبال ولمدة ثلاثة مواسم متتالية، وتوج ببطولة الإمارات عام .2005 بعد هذا الإنجاز أصبح عامر محل اهتمام العديد من الأندية الإماراتية، بينها نادي الوحدة الرياضي، الذي يعتبر عميد أندية الإمارات، حيث تعاقد منسول معه ويشرف منذ ذلك الوقت على فريق الأشبال• تكونت في إيطاليا رفقة مشاهير، ماذا أعطتك هذه التجربة؟ التجربة الإيطالية أعطتني الكثير وأضافت لي شبكة علاقات من مستوى عال• وقد زاولت تكويني ودراساتي رفقة العديد من أسماء الكرة الذين كنت الوحيد بينهم الذي لم يشارك في أي من نهائيات كأس العالم، ومنهم قائد المنتخب الإيطالي في مونديال 1990 جيانيني جيوزيبي، لومباردو، رامبولا، ماركو جامباولو ، زنفا والتر، بيبي باريزي وأغلب مدربي البطولة الإيطالية الدرجة الأولى والثانية، على رأسهم شيرو فيرارا، المدرب الحالي لجوفنتوس• وطبعا عندما تحتك وتتعايش مع ذهنيات من طراز عال في الاحتراف وتمر عبر تجارب ميدانية في الملاعب الإيطالية وتتتلمذ على يد كبار المدربين ودكاترة العلوم التي لها علاقة بكرة القدم، أكيد أن التجربة ستكون جد مفيدة سواء من الجانب المهني أو من الجانب الشخصي• هل كانت لك تجارب تدريبية مع أندية جزائرية، وكيف وصلت إلى الخليج؟ كانت لدي تجارب ميدانية في الجزائر، لكن مقارنة بما وصلت إليه الآن، لا أعتبرها شيئا كبيرا• وصلت إلى الخليج عندما طلبت مني إدارة نادي الوصل الإماراتي بدبي الإشراف الفني على فريقها للأشبال وكان ذلك عام .2003 كنت من أكبر المتفائلين بنجاح الخضر، ما هي المعايير التي انطلقت منها؟ طبعا عندما تستند في تحليلاتك إلى معطيات واقعية فرضت نفسها تستطيع أن تتفاءل خيرا، فوجود رئيس فيدرالية قوي بشخصه وبشبكة علاقاته الدولية والفعالة، ووجود مدرب محنك وكفء وصاحب خبرة عالية ومسير جيد وتوافر تركيبة بشرية من لاعبين شباب من نوعية جيدة، ينشطون في أحسن الأندية الأوروبية، زد على ذلك النتائج الفنية المحققة كالفوز على مصر وعلى زامبيا ذهابا وإيابا، كذلك وجود رجال يعملون في صمت وهم جنود الخفاء الذين هيأوا كل شيء لإنجاح عمل الطاقم الفني ••• عندما تتوفر كل هذه المعطيات، يصبح من حقنا أن نتفاءل• حسب رأيك، ما هي نقاط قوة الخضر التي ساعدتهم على تحقيق ملحمة التأهل؟ نوعية اللاعبين التي تشكل المنتخب والمدرب المحنك وحسن التسيير والالتفاف الجماهيري غير المسبوق، هذا من الجانب التنظيمي• أما من الجانب الفني، فالقوة الضاربة في منتخبنا هي خط وسط الميدان وفعالية الكرات الثابتة والهجومات المرتدة السريعة• زد على ذلك، توفر الحلول الفردية والمهارات العالية التي خلقت الفرق في كل المباريات، ضف إلى ذلك كله الطريقة المثلى التي وظف بها الشيخ سعدان اللاعبين والميكانيزمات التي أوجدها وتناسبت كثيرا مع خصائص ومميزات اللاعبين• وماذا عن نقاط الضعف التي يجب التعجيل بإصلاحها؟ من المؤكد أن الشيخ رصد ووقف على كل النقاط السلبية، وأكيد أنه بصدد العمل على إصلاحها، خاصة التجانس بين خطي الوسط والدفاع وعملية التغطية من طرف الظهيرين لتفادي الكرات العرضية من وراء ظهر خط الدفاع• قبل أقل من شهر عن نهائيات كأس إفريقيا، هل تعتقد أن منتخبنا سيكون في الموعد بأنغولا؟ بالتأكيد، سنتواجد بقوة إن شاء الله• حسب رأيك، هل يجب ضبط تعداد واحد نلعب به المنافستين أم نجعل الأولى '' تجريبية''، أي تمهيدا لكأس العالم ؟ طبعا أهداف المنتخب الوطني هي من اختصاصات الناخب الوطني والفيدرالية، لكن من وجهة نظري هي الدخول بأقوى تشكيل والعمل على تحضير البديل الجاهز، ويا حبذا أن تكون لدينا تشكيلتين أساسيتين• كيف تتوقع بداية منتخبنا في نهائيات كأس إفريقيا بعد أن غاب عنها خلال مواجهته الأولى ضد مالاوي؟ لن تكون مواجهة سهلة، فريق مالاوي منافس عنيد ولن يكون صيدا سهلا• وماذا عن المباراة الثانية ضد مالي؟ نتيجة منتخبنا مع مالاوي سترسم لنا أهم معالم كيفية التعامل مع منتخب مالي• هل تعتقد أنه بإمكاننا حسم المرور إلى الدور الثاني قبل مواجهة البلد المنظم في آخر مواجهات الدور الأول؟ يتوقف هذا على نتيجة مباراتي منتخبنا، ونتيجتي منتخب أنغولا مع مالي ومالاوي، وقد نواجه منتخب البلد المنظم لتحصيل حاصل إن شاء الله• باختصار، في رأيك أين سيصل منتخبنا في أنغولا؟ أقول وبكل تحفظ أنه إذا تجاوزنا عقبة الدورين الأول والثاني فقد نذهب بعيدا هذه المرة• في منظورك، ما هو البرنامج التحضيري المثالي لتحضير منافسة بحجم المونديال؟ أكيد أن الشيخ رابح سعدان له من الكفاءة والخبرة لتقديم برنامج متكامل من جميع الجوانب، لأنه الوحيد الذي يملك كل المعطيات والحيثيات التي يستند إليها كل مدرب لتسطير أي برنامج• بعد معرفة خصومنا في المونديال، من هي المنتخبات التي يجب أن نواجهها خلال فترة الإعداد؟ من المتعارف عليه فنيا أنه يجب برمجة مباريات مع منتخبات تلعب بنفس طريقة المنتخبات المنافسة لنا، وأن تنتمي لنفس المنطقة ولنفس المدرسة إن أمكن ، وفي جو وارتفاع على سطح البحر يشبه ويقارب ظروف مكان المواجهة الرسمية• خلال المشاركات العربية في المونديال لم يتمكن سوى المغرب 1986 والسعودية 1994 من المرور إلى الدور الثاني، هل الجزائر قادرة على تحقيق هذا الإنجاز؟ مفتاح العبور إلى الدور الثاني في نظري هو الفوز وفقط في أول مواجهة ضد منتخب سلوفينيا• نعلم جيدا أنه ليس سهلا، علما أن سلوفينيا أزاحت منتخبات كبيرة ، لكن أقول إن أول ثلاث نقاط تعطينا أريحية كبيرة في الدخول للمواجهة الثانية، مع الاستفادة من نتائج تصادم فرق نفس المجموعة• ثراء تعداد المنتخب بالمحترفين، هل تراه ذو فائدة أم سلاح ذو حدين؟ كلما ازداد عدد اللاعبين المحترفين ذوي النوعية الجيدة كلما ازدادت الخيارات عند المدرب، وهذا ما يسعد كل مدرب• هل الأصح في الاعتماد على التشكيلة التي جلبت التأهل أم البحث عن الأحسن؟ المتعارف عليه دائما هو الاعتماد على المفاتيح الأساسية للعب، مع ديمومة البحث عن الأحسن والأنفع والأنسب لاستراتيجية وطريقة اللعب التي ينتهجها المدرب، طبعا في النهاية المدرب هو من يرى الأنسب لكل مركز لعب• هناك حديث عن الاستغناء عن 7 لاعبين على الأقل، ما رأيك ومن هم الجدد القادرون على كسب الرهانات القادمة؟ الصلاحيات المطلقة لدى الشيخ سعدان، وهو الوحيد الذي يقرر من هو الأنسب والأجدر لتطبيق فلسفته، ونحن نثق في خياراته• في تصفيات مونديال 1986 كان لدينا منتخب قوي بدليل أنه كان أول منتخب أفرو-عربي يتأهل للمونديال دون خسارة، لكنه مر جانبا في مكسيكو، ألا تخشى أن يتكرر هذا الأمر في بلاد مانديلا؟ الظروف تغيرت ونوعية اللاعبين مغايرة والذهنيات التكتيكية تطورت وحتى الظروف التي تأهل فيها منتخبنا مغايرة تماما، فقد جاء هذا التأهل في ظروف رياضية واجتماعية وإقليمية جعلت منه حدثا كبيرا تنتج عنه معطيات واسعة في ظل توافر عدة أسباب إيجابية، ناهيك عن تواجد العامل المشترك وهو المدرب سعدان الذي يملك خبرة المونديال، قد لا يمر منتخبنا جانبا هذه المرة• هناك انقسام لدى الجمهور الجزائري بين مؤيد لبقاء سعدان وبين من يطالب بضرورة تدعيم العارضة الفنية وأولهم روراوة، ما رأيك أنت؟ الشيخ سعدان ليس في حاجة لتدعيم العارضة الفنية، هو في حاجة لإعطائه الضوء الأخضر المطلق، وهو في حاجة لتوفير ظروف إنجاح تطبيق فلسفته وتجسيد خياراته، علينا أن نثق في الرجل الذي قادنا إلى كل مشاركاتنا في أكبر منافسة عالمية، علينا بالاستقرار لأنه هو أساس كل نجاح، علينا النظر بعيدا، أبعد من مجرد مشاركة في المونديال• لو يطلب منك أن تعمل مع سعدان، فما هو ردك؟ شرف عظيم لأي مدرب شاب وطموح أن يعمل تحت إشراف اسم كبير مثل الشيخ سعدان، لكن وبكل ما في الأمانة من شرف وبكل تواضع أقول بأن في بلدي الجزائر هناك مدربون أكفاء وأكثر مني تجربة ودراية، هم الأقرب مني والأجدر مني على الأقل في الوقت الحاضر، فالمشوار مازال أمامي طويلا ولست مستعجلا للوصول إلى أعلى المستويات• أنا أومن بقداسة الوقت واحترام نظام المرحلية وبأن هذه المرحلة ليست مرحلتي، وقد يفعل الله ما يشاء بعد ذلك• متى ستزورنا في الجزائر؟ قريبا إن شاء الله• لو كنت مدربا للمنتخب الوطني، فهل تعتمد على فاواوي أم شاوشي كحارس أساسي؟ إن شاء الله عندما أكون مدربا للمنتخب سأخبرك، لكن أقول بأن فاواوي وشاوشي كلاهما أساسيان، فقط يمكن توظيف أحدهما حسب نوعية المواجهة وخاصية المنافس، لأنهما حارسان جيدان، لكن لكل منهما خصائص تميزه عن الآخر• حاوره: باسم زغدي إنجازات عامر منسول لم تبدأ إنجازات المدرب منسول من الإمارات، بل من البطولة الإيطالية في موسم 1994/1995 فاز مع فريقه بول روزاريو بالبطولة الجهوية• عام 1997 استطاع تحقيق الصعود بالفريق الأول لنادي أديرنو المنتمي إلى بطولة شبه المحترفين•انتقل منسول إلى فريق الكوس كاتانيا، أين عمل مشرفا فنيا على مدرسة كرة القدم قبل أن توكل إليه مهمة الإشراف على المنتخب الأول الذي شارك معه في بطولة أوروبا لمنتخبات الجامعات الأوروبية وبلغ معه الدور النهائي في دورة باريس موسم 2000/.2001 واعترافا له بمستواه، عيّنت الجمعية الإيطالية للمدربين بكاتانيا عامر منسول كأحسن مدرب في قطاع الشباب• وتجدر الإشارة إلى أن المدرب منسول حصل على شهادة التدريب (أ) قبل الإيطالي أنريكو فابرو الذي درّب مولودية الجزائر، فقد نال التقني الجزائري هذه الشهادة عام 2003 رفقة لومباردو وجيانيني وبورتولاتزي، مساعد دونادوني في منتخب إيطاليا•