من بين الأسئلة التي تضمنها دليل الهوية الوطنية التي يشرع في مناقشتها إلى غاية 31 جانفي المقبل نجد أسئلة تعنى بمهاجري فرنسا بوجه عام ومسلميها بوجه خاص وهي الاسئلة التي كانت منتظرة في سياق الخلفيات التي لم تعد سرا على أحد بعد أن جدد الرئيس نيكولا ساركوزي يوم الخميس الماضي رفضه للبرقع الذي ترتديه أقل من ألف امرأة من بين خمسة ملايين مهاجر ومهاجرة يعيشون في فرنسا· الدليل الذي حددت تواريخ مناقشته اليوم على مستوى مائة محافظة وثلثمائة وخمسين محافظة فرعية ··· وجه إلى كل الفرنسيين والأجانب العاديين والآخرين النشطين في الجمعيات وشبكات نواب التنوع العرقي والتلاميذ وأهاليهم والمنظمات النقابية والمهنية والممثلين للديانات والملاحظ في الدليل تمحور الأسئلة على عناصر وقيم وخصوصيات الهوية الوطنية ومفهوم الافتخار بها في شكل مزج بين السياسة وفن وتقاليد العيش التي يحسد عليها الفرنسيون كما جاء في الدليل حرفيا· الرد على أسئلة عناصر الهوية الوطنية يقوم على الاختيار بين القيم والعالمية والتاريخ والتراث واللغة والثقافة والحدود والمناظر الطبيعية والزراعة والفن الغذائي والخمر وفن العيش والمعمار والكنائس والصناعة والتكنولوجيات المتقدمة والإنجازات والإرادات المشتركة والجماعية، أما قيم الهوية الوطنية فقدمت بالتركيز على حقوق الانسان والديمقراطية والجمهورية والحرية والعدالة والمساواة بين المرأة والرجل والتضامن الوطني والمصالح والمؤسسات العمومية وشمل مفهوم تمجيد الهوية الوطنية الدعوة إلى زيادة رقعة التعبير على رموز الجمهورية - العلم وماريان - في المباني العمومية والسماح للأطفال بغناء النشيد الوطني - لامارسياز- مرة سنويا على الاقل وإشراك مجموع القوى الحية للامة في العيد الوطني المصادف للرابع عشر من شهر جويلية· الحيز الذي خصص للمهاجرين بوجه عام وللمسلمين بوجه خاص تمحور حول أسئلة يراد منها الرد على أسباب لجوء فرنسا إلى المهاجرين وهي الأسباب الموزعة بين الحفاظ على تقليد فرنسا كامة منفتحة ودعم الازدياد السكاني والحاجة الاقتصادية وتسلم مهن غير مرغوبة في فرنسا· وامتد محور المهاجرين إلى أسئلة أكثر حساسية تصب في مجرى الخطاب الرسمي الرافض لكل أنواع التقوقع الإثني والديني· وجاءت الأسئلة المتعلقة بهذا المحور ··· في شكل تنبيه مباشر أو تحذير مبطن من السلوكات الرافضة للنمط الثقافي الفرنسي أو دعوة إلى الرد على طريقة محاربة كل أشكال التعبير على مناهضة النموذج الجمهوري وفي ذلك ربط مباشر بين تناقض الانغلاق الديني والإثني والقيم الجمهورية الأساسية· وحتى تشرك فرنسا الجميع في القرارات التي يمكن اتخاذها مستقبلا حيال مظاهر الانغلاق العرقي والتزمت الديني··· طرحت على مناقشي الهوية الوطنية أسئلة لا تحتاج الى تعليق مثل: إلى أي مدى يمكن أن تذهب الجمهورية في محاربة الروح الإثنية وهل الإساءة الى مبدإ المساواة بين الرجل والمرأة يعد أمرا ينسجم مع قيم الهوية الوطنية؟ فرنسوا شيريك، أمين عام كونفدرالية العمال الاصلاحية اشتهر اكثر هذه الايام بقوله على هامش النقاش القائم حول الهوية الوطنية - كل شيء رتب كي لا نتحدث عن الأزمة· الفرنسيون لا يخشون اليوم على هويتهم الوطنية بل يخافون من ضياع عملهم· كرهت الحديث عن كليستريم وعن ابن الرئيس وعن الهوية الوطنية - من قرأ حديثنا الشهر الماضي مع عزوز بقاق، وزير ترقية فرص المساواة في حكومة دوفلبان الشيراكية يعتقد ان أمين عام الكونفدرالية الفرنسية قد استوحى كلامه من حديث ''الفجر'' مع الوزير الجزائري الأصل مترجما إلى اللغة الفرنسية·