تشهد منطقة القبائل للمرة الثالثة على التوالي مقاطعة أقدم حزب في المعارضة، جبهة القوى الإشتراكية ''الأفافاس''، انتخابات التجديد النصفي لعضوية مجلس الأمة، مقابل مشاركة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية للمرة الثانية، والذي لديه أكبر عدد من المنتخبين المحليين، بالإضافة إلى أحزاب التحالف، وهو ما سيحرم ممثلي المواطنين في المجالس المحلية من اختيار ممثليهم بالغرفة العليا بشكل غير مباشر وإيصال انشغالاتهم للحكومة، وهو ما يعني مواصلة الإقصاء واستمرار التهميش• ضبط التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ساعته على الانتخابات الخاصة بالتجديد النصفي لمجلس الأمة، حيث قدم مرشحين بمنطقة القبائل، ممثلا في كل من رئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، أخربات محمد ومناضل الحزب ببجاية، الدكتور قصاص• وأكد نائب ولاية تيزي وزو، نور الدين آيت حمودة، في تصريح ل ''الفجر''، أن الحزب اكتفى بدخول الانتخابات الخاصة بالتجديد النصفي بالولايتين فقط، وهذا بعد الحسابات التي أجرتها القيادة العامة للحزب، حيث فضلت عدم خوض الانتخابات في ولايات أخرى، حتى تلك التي تعد جزءا من منطقة القبائل، كما هو الشأن بالنسبة لولايتي البويرة وسطيف، بالنظر للعدد المحدود للمنتخبين المنتمين إلى الأرسيدي• وفي رده على سؤال متعلق بالمنهجية التي سيعتمدها الأرسيدي بهذه الولايات، أكد نجل الشهيد عميروش، أن منتخبي الأرسيدي ، سيقومون بمنح أصواتهم لمرشحي حزب جبهة التحرير الوطني دون غيره من التشكيلات السياسية الأخرى، مرجعا الأمر إلى القناعة السياسية للقيادة التي ترى في الأفالان أهم الأحزاب والأجدر بحصوله على أصوات منتخبي الحزب مقارنة بالأحزاب الأخرى، في إشارة إلى الأرندي وحمس• وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الحزب سبق وأن شارك في الانتخابات الخاصة بالتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي جرت سنة 2003, حيث تحصل على مقعدين، في وقت قاطع حزب جبهة القوى الاشتراكية الموعد، والذي قرر تطليق الانتخابات التشريعية وتلك المتعلقة بمجلس الأمة، اعتقادا منه أن هذه المؤسسات لا تمثل الشعب ولا تعبر عن اهتماماته•