تعتبر جمعية الجزائرالبيضاء ببلدية فمار بالوادي، إحدى الجمعيات النشطة في مجال المحافظة على المحيط وشريكا أساسيا في التنمية المحلية الحوارية بهذه البلدية، التي يعتبرها الكثير من المتتبعين للشأن التنموي نموذجا في الحفاظ على البيئة والمحيط· رغم كبر مدينة فمار وتشعبها إلا أن جمعية الجزائرالبيضاء ما تزال تعمل على تأسيس ثقافة جيدة في الجنوب عنوانها ''أرض خضراء وسط الصحراء''، وتمكنت من وضع اسم لها وسط الجمعيات في ظرف قصير· وتكونت المؤسسة التابعة ضمنيا للنشاط الاجتماعي وفق القوانين المعتمدة من طرف وزارة التضامن للعمل على تنظيف المحيط وتهيئته، وهي تعمل منذ سنة من خلال تنظيف الشوارع الرئيسية والاهتمام بالمساحات الخضراء من خلال تقليم الأشجار ونزع مختلف الأتربة والنفايات المرمية على الأرصفة وفي المساحات الخضراء· هذه المؤسسة يعمل بها سبعة عمال، إضافة إلى مسيّر يقوم بالإشراف وتوزيع المهام ووضع رزنامة للتنظيف والتشجير، ونجحت من خلال نشاطها الدائم في إعطاء صورة حضارية على مدن الجنوب المعروفة في العادة بصعوبة التحكم في النفايات فيها نظرا لتراكم الأتربة والرياح التي تكون طوال السنة، مما يجعل صعوبة في تسيير النفايات اليومية داخل المدن· عمل مستمر لزرع ثقافة الإخضرار تعمل الجمعية منذ سنة على مستوى مدينة فمار، وتهدف من خلال عملها إلى خلق نماذج لمدينة صحراوية عصرية مليئة الخضرة، من خلال الزيادة في عدد المساحات الخضراء والاهتمام بالمساحات الموجود والحفاظ على نسق دائم من النظافة داخل المحيط، مما يجعل من المدينة مستقبلا نموذجا متميزا على مستوى الاهتمام بالمساحات الزراعية الخاصة بالتشجير، وذلك من خلال خلق المساحات الخضراء والحفاظ عليها· وحسب صاحب المشروع، فإن الوعي لدى الناس هو من أهم الأشياء التي تساعد على الزيادة في المساحات الخضراء والحفاظ عليها، خاصة أن المواطن تعوّد على رمي الأوساخ في مناطق محدد لكونه لا يستطيع أن يتكيف مع النماذج الجدية، وبالتالي يجب ابتكار أشياء من خلالها يستطيع أن يغيّر سلوكه من دون أن يدري· وأضاف أن الطريقة تتمثل في وضع مخطط لأماكن رمي النفايات تتناسب مع مواقع الاستهلاك داخل المدينة، وما سهّل العملية في النظافة في المحيط داخل مدينة فمار هو وجود وعي لدى السكان بقيمة الشجرة والنظافة، من خلال اهتمام الأفراد أنفسهم بالمساحات الخضراء والأشجار واعتبارها جزءا من حياتهم، مما يسهل علينا عملية تسيير هذه المساحات· وأكد صاحب المشروع ل''الفجر'' أنه وضع مخططا للتقليل المزابل في المدينة منذ سنة، وتقلصت مع تزايد عدد الوحدات المخصصة لوضع الفضلات اليومية، وهو ما سيجعل التوسع في المساحات الخضراء والمناطق التي بها أشجار سيتضاعف في السنوات القادمة· العمل مع المؤسسات الجوارية لتحسين المحيط ولا يقتصر نشاط الجمعية، حسب القائمين داخل الساحات العامة، بل يتعداه إلى المؤسسات العمومية المختلفة من خلال التنظيف والتشجير والتهيئة، فقبل نقل الحجاج للبقاع المقدسة قامت المؤسسة من خلال أعوانها على تهيئة المركب الرياضي وتنظيفه، إضافة إلى مداخل المطار لاستقبال الحجاج القادمين من مختلف مناطق ولاية الوادي في أحسن الظروف بمطار فمار، وخلق مساحات نظيفة تمكّنه من الجلوس والراحة لساعات قبل الانطلاق في الطائرة· ونجحت العملية حسب المنظمين والمشرفين في المطار والمركب الرياضي· وليست هذه المؤسسة الأولى التي كانت لها تجربة التنظيف بل شملت عدد من المدارس والمؤسسات العمومية، من خلال التهيئة من كل الجوانب خاصة التشجير والمساحات الخضراء· نظام خاص لتسيير مراكز النفايات قريبا وفي هذا السياق، كشف القائمون على الجمعية أنهم سيشرعون قريبا في وضع مخطط جديد لتسيير مراكز النفايات بالمدينة، خاصة مع التطور السكاني والحاجة إلى أماكن أكثر لوضع النفايات· ومن المؤكد أن مثل هذه العملية ستزيد من المساحات الخضراء، خاصة أن المشروع الجديد سيشمل أحياء أخرى لم تكن بها مشاريع في المرحلة الأولى للعمل التي دامت سنة· ومن المؤكد، حسب القائمين، على المشروع أن نجاح المرحلة الأولى يشجع على تكثيف عمليات الغرس داخل الأحياء التي أصبحت تطالب بحصصها من المساحات الخضراء والنظافة بمستوى أعلى·