أعرب العديد من سكان الحي القصديري الموجود بوسط مدينة الرغاية شرقي العاصمة، والمحاذي لمحطة القطار، عن امتعاضهم الشديد جراء الحالة المزرية التي آلوا إليها من حيث انتشار الأمراض وسط السكان خاصة الأطفال وكبار السن، بسبب السموم التي تفرزها النفايات الملقاة بجانب المجمع السكني والتي تفرز روائح كريهة لا تطاق· وتزيد رائحة هذه الإفرازات عندما يعمد السكان إلى حرقها للتخلص منها، ما يجعل الدخان المنبعث منها بمثل ما ينبعث من المصانع الكيماوية· إضافة إلى ذلك، فكون الحي القصديري موجود على ضفاف واد الرغاية، فإن قنوات الصرف الصحي التي تتدفق به تزيد من حجم الكارثة بالنسبة للسكان وأصبحت مصدر أخطار دائمة على صحة المواطنين وعلى الصحة العمومية والبيئة، ليس على العائلات القاطنة بالحي الفوضوي فقط، بل على الجميع بالبلدية· وهو ما صرح به سكان المدينة ل''الفجر'' الذين طالبوا، من خلال ذلك، السلطات الولائية والبلدية بالتدخل السريع وإيجاد حل للتخلص من هذه الكارثة التي تهدد حياة الجميع· وبالرغم من المشاريع التي أطلقتها البلدية، إلا أن اتخاذ القرارات بشأن هذه البيوت القصديرية يبقى بعيدا عن التنفيذ، وصمت السلطات عن وضعية هؤلاء السكان لم يجد له تفسير·· فالجميع يعتبرهم أولوية لا بد من البدء بها عند كل مشروع تهيئة بالمدينة· وكشفت ''الفجر''، من خلال الزيارة الميدانية التي قامت بها للمنطقة، عن صورة أكبر تدهورا تعيشها العائلات من حساسية وأمراض تنفسية منتشرة بقوة وسط السكان، إضافة إلى فقر شديد وحياة بدائية من انعدام للماء والغاز وأبسط متطلبات العيش· كما أن هنالك عائلات تفتقر حتى إلى سقف يقيها الأمطار الغزيرة، فيعتمد السكان على صفائح معدنية موضوعة على أسطح بيوتهم تهددها الرياح، كما توجد عائلات لا تملك حتى أبواب يمكن قفلها تجنبا لمن يقتنصون الفرص للتعرض لهم·