تجمهر أمس حوالي مائتي طالب أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ببن عكنون في العاصمة، احتجاجا على ما وصفوه ''الشروط الغامضة والمبهمة'' التي اعتمدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل دمج الطلبة العائدين من مصر في شهادة الماجستير بالجامعات الجزائرية· وأوضح جمع من الطلبة، في حديث مع ''الفجر''، أمام مقر الوزارة، أن ''الطلبة تفاجأوا بتخلي الوزارة عنهم، وهي التي طلبت منهم العودة من مصر، ووعدتهم بضمان التكفل بهم وإدماجهم في الجامعات الجزائرية، كون القضية تعتبر جزءا من الأزمة مع مصر''، حيث رفضت مصالح الوزارة أمس استقبال الطلبة أو ممثلين عنهم من أجل تقديم توضيحات بشأن القضية· واستنكر الطلبة الغموض الكبير الذي يكتنف عملية دمج الطلبة، حيث اتهموا الوزارة بتسيير الملف والمعلومات الخاصة به على طريقة ''السقي بالتقطير''، كما أشاروا إلى أن الوزارة لم تقم بنشر الصيغة التوافقية للشروط التي سيتم بموجبها قبول ملفات الطلبة أو رفضها من طرف اللجان العلمية، حيث عمدت إلى إقصاء كل الطلبة الذين لا يحملون صفة طالب في جوازات سفرهم، على حد تعبيرهم، ولم يتم قبول سوى 450 ملف من بين أكثر من 1700 ملف تم تقديمها على مستوى الندوات الجهوية الثلاث· وما زاد من شك الطلبة أن مصدرا في الندوة الجهوية للوسط بجامعة بومرداس قال الأسبوع الماضي، في تصريحات ل''الفجر''، أن ''الوزارة وافقت على دمج كل الطلبة العائدين من مصر، شريطة أن يثبتوا أنهم فعلا كانوا يدرسون في مصر خلال نشوب الأزمة، وأنهم درسوا 70 حصة في الجامعات والمعاهد المصرية على الأقل''، في حين لم يتناول قضية طبيعة المهنة في جواز السفر الذي يحمله الطلبة· من جهتها استنكرت حركة النهضة التطورات التي عرفها ملف الطلبة الجزائريين العائدين من مصر، وقالت إنه سلوك لا يشرف إطلاقا الحكومة الجزائرية، في ظل غياب تعامل إيجابي من طرف الوزارة الوصية مع الملف· وقال محمد حديبي نيابة عن فد برلماني عن حركة النهضة ل''الفجر''، على هامش حضوره اعتصام الطلبة أمام مقر وزارة التعليم العالي، إن السلطات العليا في البلاد وعدت بالتكفل التام بالطلبة الجزائريين العائدين من مصر، لكن للأسف هناك جهات وأشخاص في الإدارة المعنية تعمل على عرقلة قرار رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن الحركة تحمل ممثلي الحكومة والوزارة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع· وأعلن حديبي عزم نواب كتلة النهضة في البرلمان، تقديم طلب توضيح من الحكومة، ممثلة في الوزارة المعنية حول القضية وتداعياتها كمرحلة أولية، بعد وقوفها على حقيقة وموضوعية انشغالات الطلبة، خاصة وأن التراجع يأتي بعد أن قدمت الحكومة وعودا والتزامات لأبناء الجزائر·