لا يزال سكان بلدية حاسي مفسوخ بولاية وهران يبحثون عن من ينتشلهم من غياهب الغبن والميزيرية، بعد تعفن الوضع بها بسبب غياب المشاريع التنموية، والتي زادت من مأساة مواطني البلدية، الذين يناشدون السلطات المحلية التكفل بانشغالاتهم، بعدما تم إسقاط البلدية من أجندتهم في ظل الركود التنموي الذي تعيشه البلدية ^?تتحول بلدية حاسي مفسوح بولاية وهران إلى منطقة عائمة يصعب السير فيها مع كل فصل شتاء، بسبب اهتراء الطرقات وتدهور وضعيتها والإنتشار الواسع للحفر والأوحال التي تغمر الطرقات مع تساقط الأمطار، بعدما قدرت تكاليف تصليح 30 كلم منها ب 50 مليار دج، جعلت الوضع متأزما خاصة بوسط البلدية التي يبدو، وكأن شوارعها تعرضت لقصف جوي أمام الحفر العميقة التي باتت تصنع ديكور البؤس للبلدية. ورغم الإحتجاجات المتكررة للمواطنين وسخطهم لتصليح الوضع، إلا أن نسبة 90 بالمائة من طرقات البلدية تبقى غير معبدة ومتدهورة، والمنتخبون المسيرون لها عاجزون عن تدارك الوضع، خاصة أن ميزانية البلدية لا تتعدى 800 مليون سنتيم، حسب المسؤول الأول على البلدية، والتي لا تكفي لتسديد حتى مرتبات العمال وليس التكفل بانشغالات المواطنين، في انتظار ما تجود به الدولة من مساعدات إضافية.واعتبر سكان حاسي مفسوخ بلديتهم ضحية سياسات فاشلة وسوء التسيير، خاصة أنها تتربع على أراضي فلاحية شاسعة غير مستغلة، والتي حوّلها العديد من المواطنين إلى ورشات للبناء على حساب الفلاحة، خاصة بحي بومدين الذي تنتشر فيه الكثير من البنايات الفوضوية، والتي يبقى سكانه منذ سنة 1975 يطالبون بعقود تسوية ملفاتهم، لكن لحد اليوم لا تزال تلك الملفات جامدة ومعلقة بعدما تم تسديد ما قيمته 9 آلاف دج، منها أيضا سكان قرية بوعمامة، لكن كل الأمور لا زالت تراوح مكانها. هذا إلى جانب غياب الإنارة العمومية بالشوارع، والتي لا زالت تؤرق يوميات السكان، خاصة عند خروجهم إلى العمل في الصباح الباكر. وبعد الفترة المسائية يخيل لك وكأن البلدية تعيش عزلة وحصار، حيث تتوقف الحركة بها قبل غروب الشمس، لتتحول الشوارع بعدها إلى فضاءات للإعتداءات على كل زائر للبلدية وحتى على سكانها، في الوقت الذي يقضي فيه معظم شباب البلدية أوقاتهم أمام الجدران في غياب فرص العمل بالبلدية، التي تبقى تفتقر لكل الهياكل من مراكز ثقافية ودور الشباب للترفيه.. ما عدا المقاهي. سكان بلدية حاسي مفسوخ يعانون أيضا من غياب النقل، حيث يضطر السكان يوميا إلى الانتظار لساعات أمام المحطات للتنقل إلى بلدية وهران لقضاء أغراضهم، خاصة فيما يخص استخراج أجورهم، حيث أن وكالة البريد الوحيدة المتواجدة بالبلدية متجمدة، بعد الأعطاب المتواصلة في جهاز الحاسوب والتي تزيد عن شهور، ما يجعل المواطنين خاصة المتقاعدين والعمال يتنقلون إلى بلديات أخرى للحصول على مستحقاتهم المالية. ومما زاد الطين بلة نقص التكفل الصحي بالبلدية وغياب الصيدليات، مما يضطر المواطنين إلى التوجه إلى بلديات مجاورة أخرى. ونتيجة كل هذه الظروف المتعفنة، فإن سكان بلدية حاسي مفسوخ ينددون بسياسة الحفرة والإهمال التي باتت تطبع البلدية.