لقد أمر الإسلام بالنظافة أمرا يجعلها ذات أهمية بالغة في حياة الإنسانية، بل جعل النظافة قضية إيمانية وعقيدية متأصلة في النفوس المسلمة. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الإيمان بضع وسبعون شعبة: فأفضلها قول: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق“. رواه ا بخاري ومسلم. وتأكيدا على هذا المعنى أمرنا الله تعالى بالنظافة وحث عليها قبل الدخول في الصلاة، وفي ذلك يقول: “يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا“ المائدة/6. وإذا كان ذلك داعية من واجبات الدين فمن الأولى أن يكون ذلك موجودا في سلوكنا اليومي: فنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التخلي في طرق الناس أو في مواردهم المائية، حيث روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، أي مجاري الماء، وقارعة الطريق والظل“. أخرجه أبو داود. وروي عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يبال في الماء الراكد“ رواه مسلم، وعنه أيضا قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الجاري“ رواه الطبراني. ومن هنا فالنظافة من الآداب الحياتية التي لا يمكن للإنسان أو لأي مجتمع متحضر أن يعيش بدونها، وأنه ينبغي على كل مسلم أن يكون داعية في موقعه للرقي بمجتمعه ماديا ومعنويا حتى يتسنى للناس أن ينعموا ويسعدوا بحياتهم نظيفة وبيئة نظيفة: وأنه قد وجبت اللعنة علي من آذاهم في طرقهم أو مواردهم: يقول النبي صلى الله عليه وسلم : “من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم“.