حل وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، بالعاصمة المالية، باماكو، أول أمس وبشكل مفاجئ، وعقد لقاء لعدة ساعات مع الرئيس المالي، أمادو توري، ودعت باريس السلطات المالية إلى ترقية مساعيها لتحرير الرهينة الفرنسية، بيار كامات، المحتجز لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي شمالي مالي منذ نوفمبر الماضي. وقال مصدر مالي رفض الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الفرنسية، إن وزير الخارجية الفرنسي طلب من باماكو القيام بكل ما يمكنها من أجل تحرير الرهينة الفرنسي بيار كامات بعد تمديد المهلة لأجل غير مسمى، وأن هذه الزيارة المقتضبة كانت مخصصة للتباحث والتدارس حول ملف الرهينة الفرنسي، الذي يهدد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بإعدامه، مضيفا أن كوشنير لم يدل بأي تصريح لدى وصوله إلى مطار باماكو. وكشفت مصادر فرنسية مقربة من الزيارة أن باماكو أشارت إلى الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في القضية، مضيفا أن “هناك حاجة ملحة للتعاون فيما بين الدول الثلاثة، الجزائر ومالي و فرنسا، خاصة وأن العناصر المسلحة لتنظيم دروكدال طلبت خلال تمديد المهلة، على لسان الوسيط المالي في المفاوضات، أن تتم الأمور بسرعة، ودون ذلك فإن حياة الرهينة الفرنسي ستكون في خطر كبير “حتى لو أن المهلة تم إرجاؤها، يجب التحرك بسرعة“، مشيرة إلى وجود مفاوضات بين سلطات باماكو وعناصر تنظيم دروكدال الذين يحتجزون الرهائن الأجانب، لكن دون أن يعلن عن أي تفاصيل. وقد سبق لوزير خارجية فرنسا أن أشار في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إلى عدم وجود معلومات جديدة عن الرهينة الفرنسي، وقال “ليست لدي معلومات، وحتى لو كان لدي معلومات، فلن أقولها لكم“، محملا باماكو مسؤولية التباطؤ في تسريع عملية التفاوض لتحرير الرهينة كامات، وقال “مالي مسؤولة، ليس نحن، العملية جرت في أراض مالية، وهي دولة ذات سيادة، ونحن نعمل معهم، لقد اختطف ثلاثة إسبان وإيطاليان، إنه خطر داهم للغاية“. وحذر كوشنير، في السياق ذاته، من الخطر المتنامي للتنظيم الإرهابي في منطقة الساحل، وقال “يجب أن نعلم أن هناك خطرا حقيقيا، تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يشكل خطرا حقيقيا في كل مكان، لقد قتل عدد من الفرنسيين في موريتانيا، وأنتم تذكرون ذلك، فلنحاول إذاً أن نكون مفيدين“.