قام وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، بزيارة مفاجئة إلى باماكو استغرقت عدة ساعات، تعتبر الثانية في أقل من عشرة أيام، بعد الجولة الخاطفة التي جمعته بالمسؤولين العسكريين الماليين، وعلى رأسهم الرئيس، أمادو توماني توري، بداية الشهر الحالي مباشرة بعد تمديد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي للمهلة للاستجابة للمطالب قبل الإقدام على تنفيذ تهديداته بتصفية الرهينة الفرنسية، بيار كامات. وبينما قال مصدر حكومي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، ”إن كوشنير يقوم بزيارة قصيرة في إطار قضية الرهينة الفرنسي بيار كامات”، يعتبر المراقبون التحركات الفرنسية غير بريئة، ومن ورائها مقاصد كثيرة، خاصة بعد رفض باماكو علانية الضغط الممارس من طرف باريس للاستجابة لمطلب تنظيم دروكدال وإطلاق سراح العناصر الأربعة التي تعتقلهم، موضحين أن زيارة أول أمس لوزير خارجية فرنسا قد تكون محملة بعدة اقتراحات لصالح باماكو للاستجابة للمطلب قبل انتهاء المهلة يوم 20 فيفري الجاري، وتجنب خطوة تصفية الرهينة الفرنسية، التي من شأنها أن تصدر رد فعل قوي للشارع الفرنسي على حكومته، الأمر الذي تتخوف منه باريس بشدة. وأشار الخبراء الأمنيون إلى أن اختيار دفع الفدية أصبح قائما من خلال الزيارة الثانية لكوشنير بعد سماع رفض باماكو الإفراج عن السجناء المتشددين، على لسان مسؤول حكومي مالي ”أن بلادنا لا تعتزم أبدا الإفراج عن المقاتلين الإسلاميين المعتقلين حاليا في مالي”، بالإضافة إلى عرض عدة مزايا من شأنها أن تستفيد منها باماكو في المستقبل.