لا تزال مشكلة التلوث البحري تنخر المدن الشرقية لولاية تيبازة، بكل من عين تفورايت، بوهارون، خميستي بوسماعيل، فوكة والدواودة، وتشكل تهديدا للمكونات الطبيعية للمنطقة وتقضي على الكائنات الساحلية، إضافة إلى القضاء على ما تبقى من مقومات سياحية لم يعد لها وجود في ظل تزايد مستويات التلوث بكل أشكاله. يستمر التدهور البيئي بالشريط الساحلي الشرقي البحري والبري لولاية تيبازة، نتيجة تدفق كميات رهيبة من المياه المنزلية الممزوجة بمختلف أنواع الملوثات، زادتها حدة النفايات الصناعية القاتلة للنباتات والكائنات البحرية الساحلية بتلك المنطقة، خاصة بشواطي بوسماعيل التي لا تزال تستقبل أطنانا من المياه الصناعية السامة التي تلفظها وحدات صناعية كبيرة لم تتقيد بتحذيرات السلطات الولائية ولم تمتثل للقوانين، ولا تزال إلى يومنا تعبث بالبيئة، مما حوّل الشواطئ إلى برك راكدة تنبعث منها روائح كريهة لمسافات. وهو نفس المشكل بالنسبة لمنطقة فوكة البحرية التي تشهد تزايدا في التلوث الصادر عن المنطقة الصناعية وورشات صناعة الحبر. ويضاف إلى التلوث السائل، التفريغ العشوائي الفوضوي للنفايات والقاذورات المتنوعة على طول الساحل المذكور، فلم تعد تنج البلديات المذكورة من المساس بسلامة المحيط، حيث يجد بعض المواطنين وحتى الخواص مجالا مفتوحا في طرح نفاياتهم المنزلية وأكوام من الأوساخ الناتجة عن أشغال الترميمات المنزلية، وذلك أمام تخلف المنتخبين المحليين عن القيام بدورهم في حماية المناطق الساحلية، وكذا تقاعس الأجهزة الأمنية في ردع تلك الممارسات. ورغم استفادة تلك البلديات من غلاف مالي قدّر ب 661 مليون دج قبل سنتين لإنجاز مجمع رئيسي للمياه القذرة مجهز بمحطات ضخ على طول 22 كلم، زيادة على إقامة 9 محطات صغيرة لجمع وضخ المياه القذرة نحو محطة تطهير للحد من تدفق المياه الملوثة نحو البحر، إلا أن هذا المشروع عرف تأخرا ملحوظا، خاصة محطة التطهير الرئيسية ببوسماعيل التي تأخّر إنجازها.