ولم يستبعد محدثنا مراجعة الجزائر لمشاركتها في الاتحاد من أجل المتوسط، وإفراغها من أي دور سياسي، خاصة وأنها طالبت، في وقت سابق، بإضفاء الطابع التقني على أمانة الاتحاد. ورجح المصدر الدبلوماسي، في اتصال هاتفي مع "الفجر" من باريس، أن يزداد تعكر صفو العلاقات بين الجزائر وباريس بسبب الأمر ذاته، وأكد اكتفاء الجزائر بتنفيذ المشاريع التنموية في إطار الاتحاد من أجل المتوسط، وابتعادها عن الأدوار السياسية، خاصة وأن رئاسة الاتحاد ستنتقل من فرنسا إلى إسبانيا في شهر جويلية المقبل، بعد أن استضافت مدينة برشلونة مقر الأمانة العامة للاتحاد، الذي تنازلت عنه تونس. وينتظر أن تستلم إسبانيا الرئاسة مناصفة مع واحدة من دول جنوب المتوسط، ويتعلق الأمر إما بتونس أو المغرب، وذلك بعد انتهاء العهدة الحالية التي تولاها الرئيس المصري حسني مبارك، إلى جانب نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي. وتزامن افتتاح مقر الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، في مدينة برشلونة الإسبانية يوم الخميس الفارط، مع بدء أعمال "منتدى آنا ليند الأول للحوار بين الثقافات"، بمشاركة 800 شخصية من ممثلي المجتمعات المدنية في 43 دولة عضو في الاتحاد من أجل المتوسط. وحضر حفل افتتاح الأمانة العامة وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، والمصري، أحمد أبو الغيط، والأردني، ناصر جودة، إلى جانب نظيرهم الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، كما تواجد الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، إضافة إلى الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، الأردني أحمد مساعدة، الذي بدأ مهامه رسميًا يوم الخميس بعد تعيينه الشهر الماضي.