كشف مصدر دبلوماسي فرنسي مهم، أن الجمود السياسي الذي يشهده الاتحاد من أجل المتوسط، لن يؤثر على سير العملية التنموية والاقتصادية المسطرة في إطاره، خاصة تلك المتعلقة بالبيئة وتهيئة الإقليم، إلا أنه لم يستبعد تأثيره على حسم الموقف بالنسبة للشخصية التي ستتولى الأمانة العامة للاتحاد وكذا إضعاف عزيمة إدارة الشركاء الماليين الذين أبدوا نيتهم في تمويل المشاريع التنموية• أشار المسؤول الدبلوماسي، خلال لقاء جمعنا به في باريس، أمس، إلى أن الاتحاد الأوروبي ليس له خيار لمواجهة خطر الغزو الاقتصادي لبعض الدول الصاعدة، كالصين والبرازيل وروسيا، الذي سيكبده خسارة نصف ما كان ينتجه من الناتج العالمي في غضون 2025• وأبدى محدثنا تفاؤلا فيما يخص تدفق الاستثمارات المبرمجة في إطار الاتحاد، بعد أن أبدت العديد من الأطراف استعدادها لتمويل مشاريع الاتحاد من أجل المتوسط، كما عبر عنه، مستشهدا ببعض المؤسسات كالبنك الأوربي الذي خصص 7, 5 مليار دولار، والبنك الدولي 750 مليون دولار، ووعدت الوكالة الفرنسية للتنمية بتحضير 5 ملايير دولار تقدمها في 2012، كما أبدت ألمانيا نيتها في المشاركة في العملية، مؤكدا أن ورشات العمل تم تعيينها من خلال توصيات قبل نهاية السنة لرفع التقرير إلى رؤساء الاتحاد من أجل المتوسط، المزمع عقدها شهر أوت من سنة 2010• وكان ساركوزي أشار إلى أن بلاده تهدف من خلال مشروع الاتحاد من أجل المتوسط إلى إرساء فضاء متوسطي مربح لكل الدول وقادر على منافسة آسيا، مشيرا إلى أنه لا مستقبل لأوربا ولا استقرارا بها إذا لم تعرف إفريقيا، خاصة شمال إفريقيا، النمو• وتهدف المشاريع التنموية، التي وضعت في إطار الاتحاد المتوسطي، إلى مكافحة تلوث البحر المتوسط وتنظيف مياهه وشواطئه مع التركيز على المياه والصرف الصحي وكذا الانتباه إلى الطرق البرية والبحرية السريعة عن طريق تحسين النقل بين الموانئ بإحداث طرق سريعة بحرية، بالإضافة إلى دعم إنجاز ما لم ينجز بعد من الطرق السريعة المغاربية، وربما تشمل هذه الطريق كل الدول على شاطئ المتوسط الجنوبي في وقت لاحق، إلى جانب الحماية المدنية عن طريق التعاون في الوقاية والاستعداد والاستجابة للكوارث الطبيعية ومن صنع الإنسان• كما تشمل المشاريع المقترحة مجال الطاقة البديلة ببحث مدى فعالية ''خطة المتوسط للطاقة الشمسية'' لتوليد الطاقة الشمسية ودعم البحوث والدراسات في مجال مصادر الطاقة البديلة للنفط والغاز، فضلا عن إقامة جامعة أورو متوسطية يكون مقرها في سلوفينيا، تشجع الحراك الأكاديمي والدرجات العلمية لجامعات الدول الأعضا وتجسيد مبادرة أعمال المتوسط، القاضية بإقامة هيئة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر المساعدة الفنية وتوفير الأدوات المالية باستخدام المساهمات الطوعية من الدول الأعضاء• مبعوثة ''الفجر'' إلى باريس/ سعيدة·ب