حدد السيد ولد قابلية، أول أمس الخميس، خلال ندوة نظمت تحت عنوان "اتصالات ومحادثات ومفاوضات إبان الثورة التحريرية" بمجلس الأمة، السياق والظروف التي اندرجت فيها هذه المفاوضات وذلك بمناسبة الذكرى 84 لتوقيع اتفاقيات إيفيان، وكشف أنه "تم انتزاع الاستقلال بفضل كفاح الشعب الجزائري وليس عن طريق المفاوضات التي كانت ثمرة المقاومة الشعبية فضلا عن الضربات التي كان الاستعمار يتلقاها من طرف جيش التحرير الوطني". وأوضح المتحدث أن هذه المقاومة أدت إلى قيام فرنسا بتنازلات تدريجية إضافة إلى تراجعها عن جملة من مواقفها الأولية المتمثلة في مطالبة الشعب الجزائري وممثله الشرعي، جبهة التحرير الوطني، برفع الراية البيضاء والاعتراف بالهزيمة". ولفت ولد قابلية الانتباه إلى أن "فرنسا كانت متهمة بتمديد حربها ضدنا لأسباب اقتصادية واستراتيجية إلا أنها اضطرت فيما بعد تغيير مواقفها بعدما أدركت أن الشعب الجزائري برمته كان يؤيد الاستقلال". وفي هذا السياق، أوضح ولد قابلية أن السلطات الاستعمارية "وجدت نفسها أمام طريق مسدود وأجبرت بالتالي على الاعتراف بشرعية كفاح الشعب الجزائري وأن الحرب التي تخوضها ضده مصيرها الفشل"، وقال إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كانت "مهيئة وأعدت العدة بالقدر الكافي" لخوض هذه المفاوضات ومواجهة كل السيناريوهات التي افتعلتها فرنسا. كما أكد دحو ولد قابلية أن "الجزائر تفاوضت مع فرنسا بصفتها دولة ذات سيادة"، واصفا هذه الاتفاقيات "بالمكسب الهام" في مسار الكفاح المسلح ". وفيما يتعلق بالتجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية والألغام المزروعة على طول الحدود الشرقية والغربية للبلاد صرح المحاضر أنه "ينبغي اليوم تفضيل لغة الحوار والتشاور الدبلوماسي بين البلدين" في سبيل "إيجاد حل لهذه الإشكالية".