كشفت مديرية التعمير والبناء لولاية عنابة، عن تخصيص مصالحها لمبلغ 560 مليار سنتيم لمعاينة وترميم السكنات القديمة للولاية، وأوكلت المهمة لمصلحتها التقنية كي تباشر العملية في غضون الأيام القليلة القادمة، وستمس 798 سكنا يتطلب معظمه الترميم وكان الديوان الجهوي لترميم المدينة القديمة قد استعجل في أكثر من مناسبة، مديرية التعمير للتمويل المالي الذي سيوجه لترميم السكنات القديمة، خاصة تلك ذات الطراز الأوروبي المتموقعة بوسط بلدية عنابة، علما أن حالتها العمرانية آيلة للتدهور أكثر فأكثر مع مرور الأيام مما تطلب التدخل المستعجل لترميمها حفاظا عليها. من جانب آخر، ستحظى كذلك سكنات المدينة القديمة هي الأخرى بعملية الترميم، بعد التأكد من ضرورة ذلك باعتبار أن تقارير المعاينة السابقة لسكنات “لا بلاس دارم” أكدت أن معظم هذه السكنات الهشة تتطلب الإزالة، غير أن العقبات القانونية ساهمت في تعطيل ذلك بشكل مباشر بسبب رجوع ملكيتها لأشخاص من الضروري تسوية الأمر معهم قبل مباشرة أي قرار ترميم أو إزالة. تجدر الإشارة إلى أن تخصيص حصة مالية لترميم المساكن القديمة التي تعجّ بها ولاية عنابة، من شأنها تخفيف حدة الطلب على السكن، التي كانت قد أشعلت فتيل احتجاجات العديد من المتضررين من منازلهم الهشة، خاصة بعد انهيار العديد منها، وهذا ما سبق أن حذر منه ديوان “الأوكرافا” الذي ألح على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص سكنات “لا بلاس دارم“ وغيرها من المنازل الهشة بمختلف أحياء بلدية عنابة وسط، وهذا لتجديد النسيج العمراني الذي تهالك بفعل الزمن والإهمال من قبل السلطات من جهة والسكان من جهة أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن سوء حالة البنية التحتية كانت هي الأخرى عاملا في تردي حالة سكنات وسط عنابة التي تتمتع بهندسة معمارية فريدة من نوعها إذا ما وجدت الرعاية فسيتغير حتما وجه الولاية التي تبقى إلى حد الآن بعيدة عن تسمية “جوهرة الشرق”.