أحصت المصالح التقنية لولاية وهران، 963 بناية قديمة مهددة بالسقوط في أية لحظة تعود فترة انجازها وتشييدها إلى الحقبة الاستعمارية الإسبانية، وذلك على مستوى الأحياء العتيقة المشكلة لبلدية وهران. وقد خصصت مصالح مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية غلافا ماليا معتبرا للعملية قدر ب56،32 مليار سنتيم. علما بأن عدد البنايات التي تم تشخيصها يعادل 3461 بناية، في الوقت الذي تم فيه تسجيل 679 عمارة في الخانة البرتقالية. كما تم التأكيد وبكل جدية على وجود 254 عمارة من مجموع 963 عمارة المهددة بالسقوط في الخانة الخطيرة الحمراء، وهي البنايات التي لا تتطلب القيام بأي عملية ترميم كونها توجد في وضعية مهترئة وكارثية. يذكر ان تقرير الخبرة التقنية الذي اشرفت على انجازه اللجنة التقنية للبناء بالتنسيق مع ممثلي مديريات التعمير والبناء وديوان الترقية والتسيير العقاري، أكدت انه بعد استكمال كافة الإجراءات الخاصة بعمليات الاحصاء، سيتم اللجوء الى الإعلان عن مناقصات خاصة لترميم كامل البنايات القديمة بوهران، حيث تم لذلك اعداد دفتر شروط للقيام بعمليات التهيئة بعد اختيار المؤسسات الفائزة التي تقدمت بأحسن العروض التقنية والمالية. يذكر أن عملية معاينة وضعية المباني القديمة تمت بعد توزيع المناطق حسب التجزئات، ولعل اكثر الاحياء تضررا، حي الحمري الذي يتطلب حسب المختصين عمليات تشخيص ادق. وحسب رئيس مصلحة التعمير بمديرية البناء والتعمير، فقد تم منح الاولوية لإعادة الأهمية الى حي الحمري وسيدي الهواري كونهما يمثلان الذاكرة الحية لمدينة وهران. علما بأن الغلاف المالي الذي تم تخصيصه لعمليات الترميم يعادل 100 مليار لترميم 284 عمارة من مجموع 916 تم تسجيلها، وهو ما يعادل 2637 سكن. كما تم تسجيل ترميم 269 عمارة بحي سيدي الهواري الذي يتربع لوحده على مساحة اجمالية تقدر ب75 هكتارا، زيادة على تأكيد الدراسة التقنية على ان سكنات وعمارات سيدي الهواري اكثر عرضة للانهيار مقارنة بعمارات حي الحمري، بسبب انجازها على جبل عكس حي الحمري المنجز على ارض مسطحة، ولعل هذا الوضع هو الذي جعل مسؤولي ولاية وهران يخصصون لحي سيدي الهواري 140 مليار سنتيم لترميم البنايات المهددة والمصنفة في الخانة البرتقالية والخضراء، زيادة على وجوب ترميم البنايات والعمارات ذات الطابع الاثري لما لها من اهمية تاريخية.