أفاد القائمون على حملة التبرع بالدم التي تمت مباشرتها منذ يومين على غرار باقي ولايات الوطن بمناسبة اليوم المغاربي للتبرع بالدم أن مستشفيات ولاية عنابة تشهد انخفاضا محسوسا لأكياس الدم نتيجة الإقبال المحتشم للمتبرعين بهذه المادة الحيوية. وفي هذا السياق، أفاد ذات المصدر أن مختلف الهيئات الصحية تحتاج إلى 34 ألف كيس دم على الأقل لسد احتياجاتها الموجهة لمرضى الهيموفيليا، إلى جانب أولئك الذين يخضعون للعمليات الجراحية وتكون حاجتهم ماسة للدم. وأمام هذا الرقم، فإن الولاية لم تزود طيلة السنة الفارطة سوى ب 18 ألف كيس، ما أفرز عجزا كبيرا لدى المستشفيات والمصحات الخاصة على السواء، حيث يجد أهالي المرضى أنفسهم مطالبين بجلب أكياس دم من خلال إيجاد متبرعين بوسائلهم الخاصة، لتبدأ رحلة البحث عن متبرع بمختلف المستشفيات والمراكز الطبية. من جانب آخر، وسعيا لجمع عدد معتبر من أكياس الدم، تم فتح مركزين للتبرع موجهين للمواطنين، الأول ببلدية البوني والثاني بالحجار لتجنيب المتبرعين عناء التنقل إلى مستشفى ابن رشد للقيام بالعملية، كما وضعت شاحنة نقل دم تحت تصرف سكان بلدية عنابة وسط، حيث ركنت في ساحة الثورة. ولتفعيل العملية، جند عدد من الأطباء الذين تولوا مهمة توعية المواطنين الراغبين في التبرع بدمهم قصد شرح عدم وجود أية خطورة تسبب انتقال أمراض معدية للمتبرع بدمه، مادام يتم استعمال وسائل معقمة أثناء عملية النقل، كما أنه لا يوجد أي احتكاك بين المتبرع والمتبرع له، ما ينفي نهائيا نقل أي داء للطرفين. تجدر الإشارة إلى أن الإقبال المحدود على التبرع بالدم سواء لدى الشاحنة الوحيدة المتنقلة أو بالمستشفيات راجع أساسا، حسب الأطباء، إلى التخوف من الأمراض المعدية، ما يتطلب، حسبهم، برنامج عمل يصب في إطار التوعية وشرح هذه العملية الحساسة التي كثيرا ما تكون وراء معاناة العديد من المرضى.