يعاني شباب القرى والمداشر في بلدية بني عمران، الواقعة جنوبي ولاية بومرداس، انعدام مجالات الترفيه في ظل غياب فرص التشغيل، الأمر الذي دفع بمعظمهم إلى الهجرة نحو المدن المجاورة بحثا عن فرص العمل، غير أن أكثرهم رجعوا من حيث أتوا خائبين بسبب انعدام مناصب الشغل في ظل الأزمة الحادة التي تعرفها باقي ولايات الوطن في سوق الشغل، ما جعل حاملي الشهادات من خريجي الجامعات والمعاهد ومراكز التكوين المهني يدخلون تحت سقف البطالة مع الشباب الذين هم في حالة هشاشة اجتماعية، لاسيما الذين يتعرضون للتسرب المدرسي. وتسببت هذه الأزمة في خلق جو من خيبة الأمل وسط فئة من الشباب، خاصة ذوي النفوس الضعيفة، حيث تسببت هذه الأوضاع في دخول بعضهم عالم الإدمان لنسيان الهموم والعيش في العالم الآخر. لكن وبطبيعة الحال، فإن كل هذه الأوضاع من إدمان في المخدرات وأزمة بطالة تؤدي بالشباب حتما إلى دخول عالم اللصوصية والسرقة للحصول على القليل من المال لاقتناء هذه السموم التي أدمنوا عليها. وفي ظل تنامي هذه الآفات الاجتماعية، دقّ سكان المنطقة ناقوس الخطر بسبب ما آلت إليه هذه القرى والمداشر المحافظة، حيث أصبح السكان يحرسون ممتلكاتهم ليلا نهارا خوفا من العصابات التي تكونت مؤخرا، حيث لا تترك هذه الجماعات أي شيء تجده في طريقها، حتى الزيتون في الأشجار لم يسلم من أيديهم، على حد قولهم. وكنتيجة لهذه الأوضاع، يطالب معظم السكان الذين تحدثنا إليهم بضرورة إقامة المشاريع التنموية والاستثمارية بالمنطقة التي من شأنها أن تخلق مناصب شغل لفائدة السكان المحليين والفئة الشبانية على وجه الخصوص، قصد امتصاص ظاهرة البطالة وإخراجهم من دائرة الفقر والهشاشة الاجتماعية، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء مرافق ترفيهية ورياضية لفائدة الشباب الذي ضاع مستقبله أمام مرأى المسؤولين المحليين الذين تسبب تجاهلهم في فساد أخلاق شباب المنطقة الذين تجرعوا مختلف الآفات الاجتماعية.