لم تحظ بلدية أولاد رابح بجيجل، المتربعة على مساحة 74.94 كلم مربع والمحتضنة لما يزيد عن 10 آلاف نسمة، بحصتها من البرامج التنموية في السنوات التي أعقبت تأسيسها، حيث شهدت تهميشا لا نظير له انعكس سلبا وبصفة مباشرة على حياة السكان الموزعين على مركز البلدية و13 مشتة معزولة. وبالنظر لتموقع واستقرار كثير من العائلات في مشاتي بلدية أولاد رابح، فإنهم يعتمدون على الرعي والفلاحة لضمان معيشتهم، وتصدرت هذه البلدية باقي بلديات جيجل من حيث الإستفادة من السكن الريفي، إذ ظفرت ب 901 وحدة سكنية في الفترة الممتدة بين 2005 و2010، غير أن موقعها لا يمثل عاملا مشجعا لجلب الاستثمارات والمتعاملين الإقتصاديين، مع العلم أن المنطقة تتوفر على محجرة لم يتم استغلالها لحد الآن وتتطلب ربطها بالكهرباء. وتكمن مطامح أهل المنطقة ومطالبهم في ضرورة تسجيل برامج كافية في مجال الري، قصد توفير الماء الشروب للمواطنين المحرومين من هذه المادة الحيوية وتعميم شبكة الصرف الصحي في كل المشاتي وتوفير الإنارة العمومية على مستوى التجمعات السكانية الكبرى، وربط البيوت الفردية بشبكة الكهرباء. كما توجد مسالك عديدة تربط البلدية بمشاتيها في وضعية كارثية عرقلت حركة سير المركبات بكافة أنواعها، وهي في حاجة أكثر من أي وقت مضى للإصلاح والتهيئة، وهو ما ينطبق أيضا على الملعب البلدي الذي يتطلب إعادة تهيئته. وعكس البلديات الأخرى لا تزال أولاد رابح تفتقر لمركز ثقافي وآخر للتكوين المهني لاستقبال الشباب المتسرب من المدارس وتنشيط الحياة الثقافية. ولتنوير السكان بالبرامج التنموية التي يجري إنجازها على مستوى الإقليم، اتصلت “الفجر” برئيس البلدية الذي أوضح لنا بأن الشغل الشاغل للمجلس الحالي هو التخفيف من حدة العزلة، لا سيما وأن المنطقة تتميز بالطابع التضاريسي الوعر، وفي هذا السياق تم إنجاز المسلك الرابط بين بوطويل وتامخرت على مسافة 2.5كلم، وكذا المسلك الرابط بين قرايو وتمخرت على مسافة 6 كلم بغلاف مالي قدره 2 مليار سنتيم، كما تم استلام جسر وادي قرايو بغلاف مالي وصل إلى 10 ملايير سنتيم. وفي إطار المخططات البلدية للتنمية انتهت الأشغال من تعبيد الطريق الرابط بين مشتة المرجة والشيڤارة، التابعة إقليميا لولاية ميلة على مسافة 5 كلم، بغلاف مالي بلغ مليار و700 سنتيم، إضافة إلى تعبيد الطريق الرابط بين الطريق البلدي رقم 18 وأنقيه على مسافة 1.6 كلم، ناهيك عن تهيئة وتعبيد الطريق الذي يربط مشتة الأربعاء وترعي باينان على مسافة 6.5 كلم بغلاف مالي ناهز ال 3 ملايير سنتيم. أما بخصوص المشاريع المدرجة ضمن عام 2010، استفادت البلدية من غلاف هام يقدر ب 05 ملايير سنتيم سيستغل في إنجاز 3 عمليات تتعلق بتعبيد طريق بوشكاب على مسافة 3 كلم بغلاف مالي يصل إلى03 ملايير سنتيم، وتهيئة المسلك الرابط بين بوطويل والمانتاية على مسافة 1.5 كلم بغلاف مالي قدره 1.1 مليار سنتيم، وكذا تزويد مشتة المرجة بالمياه الصالحة للشرب بغلاف مالي قدره 900 مليون سنتيم. وقد تم الإعلان عن المناقصة للمشاريع الثلاثة التي تهدف إلى تخفيف معاناة المواطنين من العطش وغياب النقل. أما في ميدان التربية والتعليم، أبرز رئيس المجلس الشعبي البلدي أن سياسة البلدية ارتكزت على غلق كل المشاريع المفتوحة، من ذلك إنهاء الأشغال على مستوى المجمع المدرسي بوطويل الذي يتكون من 4 أقسام وسكن وظيفي، إضافة إلى تشييد مطعمين مدرسيين بمنطقتي أنقية وعين الجنة، وفتح إكمالية جديدة على مستوى مشتة المرجة، وهو ما أدى إلى تخفيف الضغط عن إكمالية زواغي إبراهيم بمركز البلدية، ناهيك عن تخصيص 893 مليون سنتيم لترميم المدارس الابتدائية وصيانتها، وتحديدا تهيئة ساحات المدارس وإنجاز الجدار الواقي لمدارس المرجة وبومسعود وعين الجنة ومقطيط وڤرايو، وكذا إنجاز التدفئة بمدرسة شباط الطاهر، وضمن مشاريع عام 2010 سيتم إنجاز قسمين تربويين لتعويض مدرسة بوودين القديمة. وفي سياق متصل، اعترف رئيس البلدية بأن مشروع الثانوية الذي شرع في إنجازه عام2009، ويتوقع فتحه الخريف القادم، يعد مكسبا تربويا هاما لتلاميذ البلدية كونه سيخلصهم من معاناة التنقلات اليومية نحو ثانوية سيدي معروف.