حينما يزاحم ياسمينة خضرة بول آستر هذه المرة، لم تكرّم إدارة صالون باريس للكتاب دولة تركيا في دورتها الثلاثين، كما كان منتظرا ووجدت في فكرة الاحتفاء بثلاثين أديبا فرنسيا وأجنبيا مبررا موضوعيا لضمان زخم واهمية هذه التظاهرة الثقافية الأوروبية التي جلبت أكثر من مائتي ألف زائر على مدار ستة أيام. من الأسماء الأدبية الثقيلة والمعروفة فرنسيا وأوروبيا وعالميا التي تركت المئات يقفون في طوابير طويلة أثناء حفل توقيع كتبها الأخيرة، نذكر بول آستر، أمبرتو إيكو، سلمان رشدي، إميلي نوتومب، آنا كافلدا، ماري نداي، ماري داريوسك، فيليب دوليرم، جان دورميسون، فيليب سولرس، إريك إيمانويال شميث، ماري دوبليشان، باترك رامبو، داني لافريير، أوليفييه آدم، إمانويال كارار، دنيال كلمان، آلان مبنكو، أليس فرنيه، لوران غوديه، علاء الأسواني، نديم غورسال، فيروز ناجي، قازفيني، ياسمينة خضرة الذي استطاع أن يصنع حدث ظهيرة اليوم الثاني إلى جانب الأديب الأمريكي بول آستر، بعد أن استقطب المصري الأسواني جمعا غفيرا من معجبيه مساء اليوم الأول من التظاهرة الفرنسية الهامة. ياسمينة خضرة وبول آستر، شكّلا ازدحاما كبيرا بين فضاءي دار جوليار الناشرة لكتب المبدع الجزائري ودار آكت سود حاضنة الروائي الكبير الأمريكي بول آستر، وإذا كان الأول قد غلق العبور نحو دار منافسه الأمريكي بطوابير قصيرة متعددة الصفوف فإن الثاني قد انفرد بطابور واحد لكن أطول وأرغم معجبيه على افتراش الأرض من فرط التعب في انتظار وصوله المعلن في الساعة الخامسة ونصف. آنا كافلدا التي توصف بروائية المحطات مثلها مثل مارك ليفي خلافا لخضرة آستر...نافست هي الأخرى الثنائي الأول وتسببت في ازدحام آخر غير بعيد من موقعي داري نشر كتب الجزائري والأمريكي واستطاعت الروائية النحيفة الوديعة التي توقع كتبها بأقلام ملونة غلاف روايتها الأخيرة "فلتة جميلة"، أن تتغلب على ياسمينة وخضرة من منظور عدد معجبيها المراهقين الذين أرغموها على توقيع أكبر عدد من الروايات بوجه عام ورواية - معا فقط- بوجه خاص. من الروائيين الفرنسيين الذين كرّمتهم الدورة الثلاثين لصالون باريس الدولي هذه السنة واستطاعوا إثبات عافية الأدب الفرنسي إلى جانب الاسماء الثقيلة المذكورة نذكر ماري دارسيوك ولوران غوديه صاحب رواية "بين الجدران"، التي سمحت للسينمائي إريك كانتيه، بالحصول على السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2008 وماري نداي صاحبة جائزة غونكور الأخيرة، التي أغضبت المثقفين الساركوزيين، بتصريحاتها المعادية لسياسة الرئيس الفرنسي في مجال الهجرة وأليس فرنيه وايمانويال كرار وباتريك رامبو وإريك إيمانويال شميث وداني لافريير، الكاتب الكندي هايتي الأصل وليديه سالفير وكلوييه دولون وفرانك فوناي. الفنان العالمي أرمني الأصل شارل أزنافور، كان ضيفا استثنائيا في اليوم الثاني من صالون باريس وهو ضيف يغني الأدب بحنجرته الذهبية مثل رفيق دربه الراحل الكبير جان فيرا، مخلد الشاعر لوييه أراغون وتمكن بدوره في أحداث اختناق مروري قرابة دار ساي الشهيرة التي نشرت كتابه – أزنافور بصوت خافت. اسم آخر صنع الحدث في اليوم الثاني لأهم تظاهرة ثقافية فرنسية في مجال الكتاب ونعني به مازارين بنجو ابنة الرئيس الفرنسي الاشتراكي الرحل فرنسوا ميتران التي وقعت روايتها الجديدة – مارا- الصادرة عن دار جوليار بصعوبة كبيرة لكثرة طلبات معجبين لم يفرقوا بين رمزيتها السياسية ونوعية نفسها الإبداعي.