رجال فوق الخمسين يرفضون الزواج ظاهرة الكهول العزّاب تتفشّى في الجزائر
لم يعد تأخر سن الزواج عائقا لدى المرأة فقط بل زحف إلى الرجال وبتنا نشاهد رجالا فاقوا الخمسين سنة يرفضون فكرة الزواج جملة وتفصيلا فرغم استقرار بعضهم المادي إلا أنهم يبتعدون عن المشروع لدواع عدة منها التخوف من المسؤولية أو تخوفهم من الفشل في العلاقة الزوجية وتفككها. نسيمة خباجة انتشرت في مجتمعنا ظاهرة الكهول العزاب بحيث هناك فئة من الرجال فاقوا الخمسين سنة ولم يدخلوا القفص الذهبي الذي بات يخيفهم سنة بعد أخرى لاسيما مع ظاهرة الطلاق التي ارتفعت منحنياتها في السنوات الأخيرة في الجزائر كما ان ضغوطات الحياة ومتاعبها والظروف الاجتماعية القاهرة ألغت ايضا فكرة الارتباط لدى بعض الرجال خاصة مع غلاء المهور والشروط التعجيزية لبعض العائلات التي باتت تشترطها في تزويج بناتها مما ساهم في إلغاء فكرة الزواج إلى جانب مشكل انعدام السكن المستقل عن العائلة الذي افرز أيضا ظاهرة الكهول العزاب. أسباب وراء العزوف تختلف أسباب تأخر سن الزواج لدى الرجال من رجل إلى آخر فهناك فئة تبتعد عن الفكرة تماما رغم استقرارها المادي أما فئات أخرى فترجع الابتعاد عن فكرة الزواج إلى الظروف الاجتماعية القاهرة وعدم الاكتفاء المادي مما لا يتوافق مع بناء بيت بمتطلباته المادية والأساسية على غرار العمل والمسكن لضمان الاستقلالية والاستقرار. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول انتشار ظاهرة الكهول العزاب في مجتمعنا فاختلفت الآراء. يقول السيد مروان إنه فعلا يرى في محيطه العائلي وبين معارفه رجالا كهولا غير متزوجين وتتعدد الأسباب وهناك حتى من هو مكتف ماديا إلا انه يرفض الفكرة والأمر يرجع إلى بعض المشاكل المترتبة عن الزواج وعدم التوافق الفكري بين الأزواج إلى جانب انتشار الطلاق والمخاوف من الحياة الزوجية وأعبائها المتراكمة فهناك من لم يستطيعوا الزواج بسبب ظروفهم المادية وانعدام العمل أو السكن مما أدى إلى كبرهم دون عقد قرانهم واستكمال نصف دينهم. السيدة وردة قالت إن هناك رجالا في العقد الرابع والخامس عزفوا عن الزواج وتجد الامر منتشرا في عائلتها وبين أقاربها منهم حتى المغتربون عن ارض الوطن ورغم استقرارهم هناك وحالتهم المادية الجيدة الا أنهم تراجعوا عن فكرة الزواج وقد فاقوا الخمسين سنة وتجد ان الامر غريب جدا فطبيعة الحياة تفرض على الرجل والمرأة استكمال خطوة الزواج كمشروع حياة لضمان الاستقرار الاجتماعي والنفسي لكلا الطرفين. السيد عادل قال إن هناك أسبابا كثيرة غيّبت الفكرة عن عقول بعض الكهول منهم من تعدوا الخمسين وحتى الستين سنة بحيث حسب ما يدور حولهم تحوّل الزواج إلى شبح مخيف بسبب تفشي قضايا الطلاق والمشاكل الأسرية والخيانة الزوجية وغيرها من المتاهات الأخرى التي يدخل فيها الرجل بعد زواجه فيفر من كل ذلك بالعزوف كما أنه مع الكبر تتضاءل حظوظ الزواج حتى بالنسبة للرجل بحيث يكون مرفوضا من الشابات في مقتبل العمر وبذلك تُلغى الفكرة تماما مما ولّد ظاهرة الكهول العزاب التي باتت تنتشر في كثير من الأسر ورغم أنها حالات شاذة الا أننا لا ننفي انها باتت تزحف إلى مجتمعنا. عواقب نفسية واجتماعية يرى المختصون في علم النفس والاجتماع أن تأخر الزواج للرجال قد يسبب بعض الآثار السلبية والتحديات التي يمكن ان تواجههم ومن بين هذه الآثار الضغط الاجتماعي ففي بعض المجتمعات يمكن ان يواجه الرجال ضغطا اجتماعيا قويا للزواج في سن مبكرة وعندما يتأخر الرجال في الزواج قد يواجهون ضغوطا من العائلة والأقارب والمجتمع بشكل عام مما يمكن ان يؤثر على رفاهيتهم النفسية والاجتماعية كما ان تأخر الزواج لدى الرجال قد يؤدي إلى صعوبة في تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال وارتفاع في معدلات العقم أو تحديات صحية أخرى تؤثر على الإنجاب عند تقدم العمر إلى جانب التأثير على الحياة الاجتماعية للرجل حيث قد يشعر بالعزلة أو الانفصال عن الأصدقاء والأقارب الذين تزوجوا وأسّسوا أسرهم وقد يصعب عليه المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المتعلقة بالحياة الزوجية وتربية الأطفال.