مونيه يستعد لمنافسة بيكاسو من القبر القصر الكبير أو "لوغران باليه" الذي زاره قبل عامين حوالي مليون شغوف بالفنون التشكيلية بوجه عام وببيكاسو بوجه خاص.. يستعد الآن لاستقبال منافسه الكبير الآخر كلود مونيه، أحد أشهر كبار تيار الإنطباعية. وحسب الإختصاصيين والعارفين بوطأة مونيه في قلوب الفرنسيين، فإن هذا الأخير قادر على منافسة صاحب لوحة "غرنيكا" مجددا لكن من القبر هذه المرة انطلاقا من الثاني والعشرين سبتمبر إلى غاية الرابع والعشرين جانفي، وهكذا سيدفع مونيه آلاف الفرنسيين والأجانب السياح إلى الإصطفاف مطولا في طوابير رغم أنف البرد والمطر.. كما حدث قبل عامين مع بيكاسو. تحدث غي كوجيفال المحافظ العام للمعرض، المنظم بالتعاون مع اتحاد المتاحف الوطنية ومتحف أورسيه، فقال إن المعرض يعد الأول من نوعه في فرنسا، ولم يسبق لعاصمة الفنون والثقافة باريس، أن احتضنت تظاهرة تشكيلية في مثل هذا الحجم. وأضاف رئيس متحف أورسيه أن فكرة تخليد الفنان الانطباعي الفرنسي الكبير؛ قد طرحت قبل عامين على هامش مشروع إدخال مونيه إلى البنتيان أو مقبرة عظماء الأمة، واستطرد مذكرا بأن نيويورك كانت سباقة في تكريم مونيه عام 2007. عظمة الفنان التشكيلي الفرنسي دفعت المسؤول الفرنسي إلى توجيه نقد مباشر إلى كبار مسؤولي الثقافة في فرنسا، بإقراره حقيقة اهتمام الأنغلوساكسونيين بمونيه، أكثر من الفرنسيين واعترف أنهم كتبوا الكثير عنه منذ ثلاثين سنة والضيوف الذين قدموا مداخلات هامة عنه العام الماضي بمناسبة ملتقى نظمه متحف أورسيه كانوا معظمهم من الإنجليز، الأمر الذي دفع بالسلطات الثقافية الفرنسية مؤخرا إلى تكثيف الجهود لتدارك تهاون ولامبالاة الماضي من خلال نشر أكثر عدد من المطبوعات والكتب عن مونيه. وفي هذا الإطار ستصدر كتب إيزابيل كان "نشاهد مونيه" وماريان الفان "مونيه.. حياة في المنظر"، ودليل هازان "مونيه والإنطباعيون"، ودليل روتار "نورماندي الإنطباعيين".
في الأخير تأسف المسؤول الفرنسي على فشله في الحصول على لوحة "انطباع طلوع الشمس" التي رسمها مونيه عام 1872وهي اللوحة التي أطلقت شرارة تسمية تيار الإنطباعية، وسيكون غياب اللوحة التاريخية المذكورة ثغرة في سلسلة مائتي لوحة جيء بها من مختلف متاحف العالم.