"أشقاؤنا" في مصر لم يعجبهم فوز روراوة على زاهر في انتخابات الاتحاد العربي لكرة القدم الذي جرى في جدة! إلى درجة أن المعلق المصري الممحون بعظمة مصر التي أهينت في هذه الانتخابات رأى أنه كان على مصر أن تقاطع هذه الانتخابات وهذا الاجتماع مادامت غير متأكدة من الفوز بها؟! بهذا المنطق سيّر المصريون مؤسسات الوحدة العربية طوال نصف قرن من الزمن! من الجامعة العربية إلى الاتحادات العديدة التي لم تنجز أي شيء لوحدة العرب غير التوحد العربي في جمع المال لفائدة الموظفين المصريين الذين يسيرون هذه الاتحادات! وهكذا ظلت مصر ترأس العرب باتحادات وهمية لا دور للعرب فيها! وكانت النتيجة التي تعرفون! وقد قال لي أحد الفلسطينيين المقيمين في الجزائر متهكما على منطق المصريين الذي يرى في مصر إما أن ترأس أو تقاطع وتغضب: لو أنشأ العرب اتحادا للكلاب الضالة لطالبت برئاسته لأنها أكثر الدول العربية خبرة بهذه المخلوقات!؟ فمصر "دولة محورية" في هذا اللون من الحيوانات؟! وحكى لي هذا المثقف الفلسطيني الذي "تجزأر" أنه فاتح أحد المصريين في الجزائر في موضوع إنشاء "اتحاد عربي" للعملاء ورشح لرئاسته شخصية فلسطينية فاغتاظ المصري وقال له: مصر أحق برئاسة هذا الاتحاد من غيرها من العرب! ألم تقولوا إن السادات أكبر الخونة العرب؟! فلماذا تريدون سحب الريادة منا في هذا الموضوع؟! لكن الأطرف من هذا كله هو مطالبة رجل الأعمال المصري سواريس أبي الغيط بأن يتوسط له لدى أويحيى ويرتب له موعدا للقائه.. بعد أن رفض أويحيى مقابلته! والطرافة هناك هي أن المصريين لا يخلطون فقط بين الكرة والسياسة، بل يخلطون أيضا بين البزنس والسياسة!؟ وما لم يعرفه سواريس هو أنه حتى وإن توسط له مبارك نفسه فلن تحل مشاكله إلا في إطار القانون الجزائري! ونصيحة "لأشقائنا" المصريين الذين يتعاملون مع الجزائر أن يقلعوا عن حكاية الوساطات في معالجة مشاكلهم مع الجزائر! فلا تنفع مع الجزائر وساطة الوزير أو الأمير! فنحن لم نوسط وزيرا أو أميرا في حل مسألة بلومي مع القضاء المصري رغم أن المصريين يعرفون بأنه بريء براءة الذئب من دم يوسف.. ومع ذلك دفعت الجزائر مبالغ خيالية لمن سمي بالضحية.. وهو مبلغ أعلى من السعر الحقيقي لكل سكان الحي الذي يسكنه الضحية لو قمنا ببيعهم في أسواق القاهرة وليس سعر الضحية وحده أو عينه؟! وليعلم المصريون أن الجزائر تعرف أن الحكومة المصرية أو وكلاء هذه الحكومة قد أخذوا حقهم من هذه المبالغ! والطمع يفسد الطبع! لهذا ستعامل مصر بالمثل عندما يصدر قرار الفيفا.. وسيرفع لاعبونا دعاوى قضائية ضد الأمن المصري الذي اعتدى على اللاعبين.. وسنفعل بمن أعطاهم أمر الهجوم "ابن الأكرمين" كما فعلت مصر ببلومي.. وعندها ستندم مصر "العظيمة" على حكاية الهر الذي يحاكي انتفاخا صولة الأسد!؟