ضرب المهاجم الجزائري عبد المالك زياية سهرة أول أمس الجمعة عرض الحائط تصريحاته السابقة، عندما أعلن على المباشر عبر قناة ”الجزيرة الرياضية” بأنه يرفض الالتحاق بالمنتخب الجزائري لأسباب شخصية، وهي خرجة تجسد الطرح الذي كان قد ذهب إليه الناخب الوطني رابح سعدان بخصوص وضعية هذا المهاجم تجاه ”الخضر” وأيضا لأسباب أخرى خرجة زياية على المباشر تعد حلقة أخرى من المسلسلات التي يبقى هذا اللاعب بطلها الوحيد، لكونه مهاجما في الملعب ومتقلبا خارجهولم نفهم لحد الآن لما مثل هذه التقلبات، لأن المهاجم الڤالمي كان قد مر بمرحلة مماثلة قبل نحو ثلاثة أشهر عند عودته من السعودية، إثر رفضه في بادئ الأمر التوقيع على عقده مع إدارة نادي اتحاد جدة السعودي، حيث أن زياية أكد لمختلف وسائل الإعلام الوطنية، حينها، بأنه رفض الإمضاء على عقد معدل في بنده المتعلق بالمدة، لكنه وعند العودة إلى جدة عمد إلى تنشيط ندوة صحفية تهجم فيها على الصحافة الجزائرية، واعتبر كل ما تناقلته بشأن تلك القضية مجرد تأويلات لتحطيم خطوته نحو الاحتراف. الأندية السعودية مطالبة باستقدام الدوليين فقط تكرر نفس السيناريو بعد قضية مكانته في المنتخب الجزائري، لأنه صرح في البداية بأنه لم يتلق الدعوة من المدرب سعدان، قبل أن يقدم على تفجير قنبلته القوية في محاولة لرد الاعتبار أمام وسائل الإعلام السعودية، لأن القانون المعتمد من طرف الجامعة السعودية لكرة القدم لا يرخص للنوادي إلا باستقدام لاعبين أجانب دوليين في منتخبات بلادهم، وزياية لم يتقص الألوان الوطنية منذ انضمامه إلى الاتحاد، ما جعله عرضة لوابل من الأسئلة من طرف الإعلام السعودي بشأن هذه القضية، فلم يجد من وسيلة سوى التأكيد على أنه لم يلتحق بالخضر لأسباب شخصية. سعدان قال إنه لا يعرف مصلحته زياية كان قد صرح سابقا من جدة بأنه لا يرفض الدعوة الموجهة إليه للمشاركة مع المنتخب الجزائري في المونديال، وأن المدرب سعدان، كما سبق وأن قال، لم يتصل به منذ عودة ”الأفناك” من أنغولا، لكن يبدو أن ابن مدينة ڤالمة يتناسى كل ما يصرح به أثناء تواجده بالمملكة العربية السعودية، لأن إعلانه عن موقفه الرافض للالتحاق بالمنتخب الجزائري عشية انطلاق التحضيرات تحسبا لتنشيط أكبر حدث كروي عالمي كان بعد إلحاح من صحفي الفضائية القطرية المتخصصة في الشأن الرياضي، حيث أجاب زياية على السؤال الذي طرح عليه بعصبية كبيرة، وكأنه أراد الرد على الشيخ سعدان والتصريح الذي أدلى به لوسائل الإعلام الوطنية خلال الندوة الصحفية المنعقدة يوم الثلاثاء المنصرم، والتي كان قد وصف فيها زياية باللاعب غير الناضج ”الذي لا يعرف مصلحته”. أول لقب في مشواره الاحترافي واصل زياية تألقه في صفوف نادي اتحاد جدة، وقد كان الموعد سهرة أمس الأول مع أول تتويج لخريج مدرسة ترجي ڤالمة في مغامرته الاحترافية، حيث أحرز كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، بعد الفوز على نادي الهلال في النهائي الذي أقيم بملعب الملك فهد بالرياض، حيث لعب زياية كأساسي لمدة 120 دقيقة، وقدم مردودا جيدا في خط الهجوم، لأنه كان الورقة الوحيدة التي اعتمد عليها المدرب الأرجنتيني إينزو هيكتور في القاطرة الأمامية في هذا ”الكلاسيكو” السعودي. وقد تحصل الاتحاد على ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت الرسمي ضيعها محمد نور، ما أرغم الفريقين على الاحتكام إلى الشوطين الإضافيين ثم ضربات الترجيح، حيث تولى المهاجم الجزائري تنفيذ الركلة الثانية لفريقه بنجاح، وكان التفوق للاتحاد بنتيجة (5/4) إثر تألق الحارس مبروك زايد في صد ضربة واحدة. كأس للاتحاد ونهاية كابوس انتزع بذلك ”أصفر جدة” كأس خادم الحرمين الشريفين لأول مرة في تاريخه، لأن لقب النسختين السابقتين من هذه المنافسة كان من نصيب نادي الشباب، ويكون بذلك عبد المالك زياية، كما صرح، ”فأل خير على الاتحاد، لأنه وعند التحاقه بصفوف النادي في شهر فيفري الماضي وجد الفريق في مرحلة عصيبة”، والكأس كانت كافية لإنقاذ الموسم، بعد الاكتفاء بالمركز الثاني في الدوري، والإقصاء من منافستي كأس الملك بالسعودية، وكذا دوري أبطال آسيا من دوري الثاني. السعوديون يعتبرونه صفقة مربحة تقول الإحصائيات أن الڤالمي زياية، ومنذ انضمامه إلى اتحاد جدة، شارك في 13 مقابلة رسمية في ثلاث منافسات مختلفة، منها اثنتان في الدوري السعودي، وخمس في كأس خادم الحرمين الشريفين، وست في دوري أبطال آسيا، وقد سجل زياية ستة أهداف بألوان الاتحاد السعودي الذي يعتبره صفقة مربحة على أمل أن يكون القادم أحلى. سيشارك السرب الأسود في حفل الصعود علمنا من محيط عائلة زياية بأن عبد المالك من المنتظر أن يعود إلى الجزائر منتصف الأسبوع الجاري قادما من جدة رفقة والدته ”الحاجة مليكة” وشقيقه الأكبر محمد الذي يعد مناجيره الشخصي، والبرنامج الأولي للرحلة سيكون بالوصول إلى مطار قرطاج بتونس، ثم التنقل برا إلى ڤالمة، وهي العودة التي تعتزم إدارة الترجي الڤالمي استغلالها لتكريم خريج مدرستها، لأن أنصار ”السرب الأسود” سيكونون يوم الجمعة القادم على موعد مع حفل صعود الترجي إلى حظيرة ما بين الجهات، وتواجد زياية بمسكنه سيجعله ضمن قائمة المكرمين في الحفل الكبير الذي سيعيشه ملعب علي عبدة البلدي أين تعلم ”مالك” أبجديات الكرة ونأمل فقط ألا ينقلب على كلمته ويشارك السرب الأسود يومه الوردي.