تطرق عبد الحميد مهري في مداخلته “حول الموروث والمبتكر في الثورة”، إلى الآثار الإيجابية التي تركتها الأحزاب السياسية، على غرار حزب الشعب وحركة أحباب البيان والحرية، بعد حوادث 08 ماي 45 على مسيرة الحرية، والتي كانت نقطة تحول من العمل السياسي إلى العمل العسكري، الذي توج بعد تسع سنوات باندلاع ثورة التحرير المباركة وقال المجاهد والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، إن تجربة الأحزاب التاريخية منحت الثورة مبتكرات مكنتها من تحقيق هذه النتيجة عبر محطاتها الكبرى التي انطلقت بروح المقاومة التي ورثها الشعب، مشيرا إلى أهمية المحافظة على رموز الثورة، على اعتبار أن الخطاب المتداول لا يكفي، فالأهم هو المحافظة على الثورة والاهتمام بمعتقدات المجتمع. وأكد مهري أن الميدان ما يزال قابلا للبحث من طرف الأجيال القادمة في هذا المجال. من جهتها، تطرقت الأستاذة الجوزي وهيبة إلى جرائم تعذيب فرنسا للجزائريين، وقالت إن ظاهرة التعذيب الاستعماري في الجزائر حقيقة تاريخية تستحق دراسة واهتمام المؤرخين والباحثين لأجيال ما بعد الاستقلال، وذلك للكشف عن الأساليب والطرق الاستعمارية التي مارستها فرنسا في الجزائر منذ 1830 وإلى غاية 1962م، موضحة أن الملاحظ في البحوث والدراسات العلمية التي لها علاقة بموضوع الظاهرة الاستعمارية في الجزائر هو النقص الملحوظ في الدراسات السوسيولوجية لهذه الظاهرة رغم أهميتها وقيمتها العلمية والوطنية. كما يرى الأستاذ محمد برشان أنه لا يمكن دراسة موضوع مجازر 08 ماي 45 ولا تفسير للتأثيرات التي خلفتها على الحركة الوطنية، وكان أبرزها تأثيرا على مجريات الأحداث وتتويجا لإفرازات هذه الحرب تأسيس حركة أحباب البيان والحرية في 14 مارس 1944 التي شكلت إجماعا وطنيا وتكتلا سياسيا يضم القوى السياسية الفاعلة في الحركة الوطنية، التف حول مشروع وطني يحمل معالم الدولة الجزائرية المستقلة.