تعيش ولاية البليدة هذه الأيام على وقع العديد من التظاهرات الثقافية، التي جاءت بعد مرحلة من الركود، يُجمع الكثير من أهل الميدان أنها سابقة في تاريخ هاته المدينة التي عُرفت بزخم موروثها الثقافي والحضاري الممتد عبر أزيد من 500 سنة خلت. ويأتي تفعيل الحركة الثقافية بالبليدة عن طريق تنظيم العديد من التظاهرات التي حتى وإن اندرجت غالبيتها في الوقت الراهن، في خانة شهر التراث، إلا أنها تبقى مناسبة لاستعادة أمجاد هاته المدينة التي قررت أن تعيد إحياء ذكرى من صنعوا تاريخها ومنهم الفنانة التشكيلية باية محي الدين، والتي سيكون تاريخ الفاتح جوان القادم مناسبة لافتتاح معرض وطني للفنون التشكيلية على شرفها. معرض باية سبقه منذ فترة قصيرة تنظيم معرض جهوي للفنون التشكيلية والرسم على الزجاج والذي احتضنه المركز الثقافي عمر خديوي، وهو المعرض الذي لقي استحسانا كبيرا لدى المتعطشين لهذا الفن الراقي، الذي يكاد أن يضمحل في مدينة الورود بقصد أو بدون قصد، فيما يرتقب أن تشارك أكثر من 10 ولايات في المعرض المقبل، الذي من المنتظر أن يعرف عرض أعمال فنانين تشكيليين ذاع صيتهم على الساحة الفنية الوطنية، على غرار الفنان بن عودة عبد القادر من البليدة والفنان بختي عبد الرحمن من مدينة شرشال. وتهدف التظاهرة إلى تفعيل الحركة الثقافية بالولاية، لا سيما في الفن التشكيلي الذي عرف في الفترة الأخيرة نوعا من الركود باعتبار أنه نادرا ما تنظم بشأنه معارض فنية كهذه. من جهة أخرى، وفي سياق النشاطات الثقافية المحلية، انطلقت، أمس أول، فعاليات مهرجان ربيع وادي العلايق وهي التظاهرة التي بادرت إلى تنظيمها دار الشباب التابعة لذات البلدية. وتأتي هاته الفعاليات في سياق الطبعة الثانية للمهرجان الذي من المقرر أن يدوم ستة أيام تحتضنها قاعة الحفلات للبلدية. و يتضمن البرنامج المسطر والمقترح على سكان وادي العلايق نشاطات متعددة من بينها معرض للصور التاريخية وأمسيات إنشادية ومحاضرات تاريخية إلى جانب عرض أفلام وثائقية وعروض مسرحية وبرامج ترفيهية للأطفال. وجاءت هاته الطبعة تحت شعار يا “نشء أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب” فيما اقترح المنظمون على الجمهور خلال اليوم الافتتاحي سهرة للأناشيد الوطنية من تنشيط جمعية نسمات العلا التي ينشط فيها زهير فارس، المعروف عند الجميع بمنشد الشارقة. كما ينتظر أن تشارك فرقة الرشاد لبوفاريك إلى جانب تنظيم رحلة تعليمية وسياحية لعدد من أبناء البلدية.