أعاب عليّ بعض القراء اهتمامي الزائد عن الحد بالشأن المصري وطلبوا مني التفرغ للشأن الجزائري فهو أولى.. وانتصحت بهذه النصيحة! لكن بعض الأخبار المصرية تستفزني! فقد قرأت مؤخرا أن العالم المصري صاحب نوبل في الفيزياء زويل طلب من صحفيين في دبي إبلاغ رسالة منه للرئيس بوتفليقة يعتذر له فيها باسم الشعب المصري عما حصل من المصريين ضد الشعب الجزائري! ولم يسأل هذا (العالم الكبير) نفسه لماذا لا يطلب هو من الرئيس مبارك الاعتذار للرئيس الجزائري باسم الشعب المصري؟! أم أن الرئيس مبارك أكبر من أن يعتذر للرئيس الجزائري؟! وأن هذه المهمة يمكن أن يقوم بها زويل؟! هذه العنجهية المصرية هي التي تؤزم الأمور؟! ومثلما يرى مبارك نفسه أكبر من أن يعتذر باسم مصر للشعب الجزائري عما حدث، يجب أيضا أن يدرك زويل وغيره بأن الرئيس بوتفليقة هو أيضا أكبر من أن يقبل الاعتذار باسم زويل أو غيره حتى ولو كان عالما! زويل هذا سمعته بأذني يقول: العرب لن تكون لهم قيمة إلا إذا قادتهم مصر؟! ونحن نقول بعد 50 سنة من استغلال مصر للعرب (باسم الوحدة) لن تقوم لهم قائمة إلا إذا أبعدوا مصر من القيادة؟! لهذا فإن فكرة تدوير رئاسة الجامعة العربية التي طالبت بها بعض الدول ومن بينها الجزائر قد تجاوزها الزمن الآن.. والمطلوب هو حل هذه الجامعة بالمرة..! وهناك توجه كبير في الجزائر للمطالبة بالانسحاب من عضوية مؤسسة الجامعة العربية وليس تدوير رئاستها، فرئاستها مدورة الآن مثل الصفر سواء دوّرت أم لم تدور!؟ وللذين يقولون: إن مصر تضغط على السعودية ودول الخليج من أجل تعيين أمين عام للجامعة من غير الدولة المطالبة بالتدوير نقول: إن الجزائر لا يهمها التدوير بل يهمها الانسحاب من هذه الجثة الميتة.. وتعتبر التصريحات التي يطلقها المصريون في هذا الخصوص غازات ملوثة وتزيد من متاعب ثقب الأوزون أكثر مما تنمي احتياطات هذا البلد من مادة الغاز الذي تصدره لإسرائيل باسم قيادتهاالتاريخية للوحدة العربية باسم هذه الجامعة! لقد سكتت الجزائر عن هذا الأمر نصف قرن وحان الوقت لأن تفعل قبل أن تتكلم!؟