يعرف مشروع إنجاز محطة تحلية مياه البحر بمنطقة “ماينيس” بمدينة تنس الساحلية، تأخرا كبيرا في الإنجاز. ورغم مرور أكثر من ثلاث أشهر على التاريخ المقرر لبداية الإنجاز المحدد في صفقة الإنجاز، لكن لاشيء ينبئ اليوم بالموقع المخصص لاحتضان المشروع رغم تعهد الشركة المكلفة بالإنجاز بجلب المعدات الخاصة وتنصيب ورشة الأشغال بالموقع الشهر المنصرم، حيث حددت مدة الإنجاز في آجال لا تتجاوز ال 24 شهرا بغلاف مالي يقدر ب 190 مليون دولار. أرجعت مصادر من مديرية الطاقة والمناجم، المشرفة على المشروع، سبب تأخر الإنطلاق في إنجاز مشروع محطة تحلية مياه البحر، بمنطقة التوسع السياحي “ماينيس” على بعد 05 كلم إلى الغرب من مدينة تنس، إلى إجراءات إدارية متعلقة بمنح رخصة الإنجاز والإستغلال، إضافة إلى أخرى متعلقة بتهيئة ودراسة الأرضية وتزويد الموقع بالطاقة الكهربائية. رغم الأهمية التي أعطيت للمشروع لما له من أهمية اقتصادية وتنموية للمنطقة، تعرف بلديات الشريط الساحلي للولاية تذبذبا في عملية توزيع المياه الصالحة للشرب، حيث يتم تزويد 06 بلديات من سد سيدي يعقوب بجنوب الولاية على مسافة تفوق ال 80 كلم. ومن شأن هذه المحطة الجديدة أن ترفع من طاقة التوزيع اليومي للمياه الصالحة للشرب، من 150 لتر حاليا إلى 250 لتر يوميا للساكن الواحد، مع تسليم هذا المشروع الذي يعلق عليه سكان الساحل أهمية بالغة، خصوصا أنه سيضمن تزويد المناطق الساحلية ممثلة في 06 بلديات انطلاقا من محطة ثانية بعاصمة الولاية، بطاقة 30 مليون متر مكعب في العام وباستهلاك يتراوح بين 10 إلى 11 مليون متر مكعب في السنة، حسب احتياجات بلديات الشطية، أولاد فارس، بوزغاية، تلعصة، سيدي عكاشة، سيدي عبد الرحمن، والمرسى. ومن المحتمل جدا، حسب مصادرنا، بعد الإنتهاء من إنجاز مشروع محطة تحلية مياه البحر بتنس، أن يتم تحويل مياه سد سيدي يعقوب إلى الإستعمال الفلاحي والسقي بدلا من استغلاله لتزويد البلديات الشمالية بالمياه الصالحة للشرب. وفي السياق ذاته، خصصت مديرية الري بالولاية ما يصل إلى 100 مليار لتجديد شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب بالولاية، منها قرابة 30 مليار لمدينة تنس لوحدها، كون الشبكة لم تعد اليوم صالحة وازدادت معها شكاوي ومعاناة المواطنين رغم استفادة البلدية منذ فترة بمحطة لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاج تقدر ب 05 آلاف متر مكعب يوميا، إلا أن عدم صلاحية شبكة التوزيع بدد من فعالية هذه المحطة.وتعتزم ذات المديرية القيام بعمليات تجديد لكامل شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب بالولاية، بتخصيص الإعتماد المالي الهام تحضيرا لانطلاق استغلال المحطة الجديدة، والتي بدون شبكة توزيع جيدة لن تكون ذات مردود يذكر على السكان الذي ينتظرونه بفارغ الصبر. للإشارة فاز المجمع الاسباني “بيفيزا” بصفقة إنجاز واستغلال وحدة تحلية ماء البحر بمدينة تنس، وسيتولى المجمع المشروع عن طريق شركة مختلطة يملك فيها هذا المجمع حصة 51 % والبقية 49% لشركة الطاقة الجزائرية. كما يذكر أن مشروع محطة تحلية مياه البحر بمدنية تنس من ضمن 13 محطة للتحلية الواردة في البرنامج التكميلي لدعم النمو 2005 -2009، الذي يقضي بإنتاج 2.2 مليون متر مكعب يوميا من مياه البحر.