أطفال يلجأون إلى الإدمان بالبنزين وسوائل القداحات ومواد التنظيف قال وزير الشؤون الدينية، أمس، خلال افتتاحه الندوة العلمية حول حماية الشباب من المخدرات، المنعقدة بدار الإمام، أن العلماء ملزمون بتجريم إنتاج المخدرات في ظل الدولة، وبالأخص إن كانت الدولة المنتجة تدين بالإسلام، مشيرا إلى أن هذه الدول تتخذ من سبل العيش مبررا لإنتاج السموم، التي لا يقتصر ضرر إنتاجها على بلد واحد فقط، ولكنه يمتد وتكون الدول المجاورة أولى “الضحايا”. واستدل الوزير بتحول الجزائر من منطقة عبور إلى منطقة استهلاك، بسبب كثرة الكميات المهربة عبرها، مضيفا أن الإنتاج يقتضي التسويق ثم الاستهلاك، ولعل الإحصائيات المقدمة حول نسبة الإدمان في الجزائر أكبر دليل على شدة الضرر. وأضاف بوعبد الله غلام الله، أن محو فكرة فرض النصح والمساعدة من المسلم إلى أخيه، تسبب في استحواذ فئة على أخرى، وخلق اختلالا في الحياة العامة، وأظهر سلوكات مشينة منها استهلاك المخدرات، مؤكدا على ضرورة تجريم إنتاج المخدرات، سواء كان من الدول أو المنظمات أيا كان نوعها، والانطلاق يكون بتوصية في ختام الندوة العلمية، حتى تكون بداية المكافحة الصحيحة لظاهرة المخدرات. من جهته، أكد الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، على الحاجة إلى وضع سياسة وقائية من آفة المخدرات قبل العلاجية، والعمل على حماية الناشئة في البداية، من خلال المحيط الأسري والتربوي ومنه الشارع، وهو ما قاسمه فيه الرأي، من جامعة نايف للعلوم الأمنية، أحسن مبارك طالب، الذي انتقد ترويج الدول للأفكار الانهزامية في مخططات مكافحة المخدرات، تنم على عدم قدرتها على تطبيق القانون، واستدل بالعلاقة الترابطية بين المخدرات والجريمة، حيث يرتفع معدل الجريمة وتتنوع بحسب ارتفاع نسبة إنتاج واستهلاك المخدرات، وأضاف أن المخدرات تنجر عنها على الأقل 10 أنواع من الجرائم غير المباشرة، وهي تمويل الإرهاب، غسل الأموال، الفساد، شراء الذمم والأصوات الانتخابية، وكذا الاختطاف وتجارة الأسلحة. وأجمع المتدخلون في أشغال اليوم الأول من الندوة، على ضرورة وضع سياسة وقائية، وتفعيل دور الدين في هذا المجال، ودعا أحد المتدخلين من جامعة الدول العربية، من خلال جامعة نايف للعلوم الأمنية التابعة لها، إلى العمل على الدفع إلى الاهتمام بالدين، وعدم جعله في ثلاجة، يستخرج فقط عند الحاجة، داعيا الحكومات العربية إلى احترام الدين، من خلال حظر المحرمات كالخمر والتدخين. وفي ذات السياق، قال أستاذ بجامعة العلوم الإسلامية، الدكتور بلقاسم شتوان، إن خلفيات التعاطي تتمثل في زرع الوهن والفتنة في الأمة الواحدة، والدفع إلى انهيار اجتماعي واقتصادي، ولفت إلى أهمية دور الأسرة في حماية أبنائها من الإدمان، خاصة في ظل ظهور أساليب جديدة للإدمان لدى فئة الأطفال، خاصة أطفال الشوارع الذين يستعملون ما يسمى بالمذيبات الطيارة، وهي البنزين والمواد التنظيف وحتى سائل القداحة. كما أكد الأمين العام لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، عبد الرحمان إبراهيم الشاعر، على أهمية عدم فصل البعد الديني والاجتماعي في معالجة ظاهرة المخدرات، مشيرا إلى أن توصيات الندوة العلمية ستكون منطلقا للعلاج، كون جامعة نايف هي الذراع الأيمن لمجلس وزراء الداخلية العرب.