أصبحت الجزائر بلدا يتوفر على كل الظروف لترويج المخدرات بعدما كانت في وقت سابق منطقة عبور فقط، وأحسن دليل على ذلك حسب الديوان الوطني لمكافحة المخدرات هو أن نسبة تعاطي هذه السموم وسط الشباب البالغ عمرهم من 16 إلى 45 سنة فاقت ال 80 من المائة. مما استدعى دق ناقوس الخطر ووضع برنامج خاص ضمن المخطط التنموي الخماسي لإنجاز 15 مركزا لعلاج المدمنين عبر كافة تراب الوطن. واعتبر المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها عبد المالك سايح، خلال افتتاحه اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بدار الثقافة بسطيف، في تصريح أدلى به للقناة الإذاعية الأولى، أن الجزائر باعتبارها منطقة عبور مرشحة لتطور واستفحال هذه الآفة لأسباب واقعية أمنتها بعض الظروف، منها الحدود الجزائرية مع المغرب الذي يعتبر من أكبر الدول المنتجة للقنب الهندي بنسبة 60 من المائة من الإنتاج العالمي، وكذلك قيام الدول الأوروبية بغلق أبوابها أمام التهريب الغربي مع عزوف الأوروبيين عن تناول هذا النوع من المخدرات وتعويضه بالكوكايين، إلى جانب بروز منافسة إفريقية في إنتاج مادة القنب الهندي، معتبرا في ذات الوقت أن السوق الجزائرية أصبحت مواتية بالنظر إلى النسبة المسجلة لدى فئة الشباب والتي وصلت إلى 85 من بالمائة. وفي السياق ذاته أكد رئيس الهيئة الوطنية لحماية وترقية الصحة البروفيسور مصطفى خياطي أمس، أن عملية المسح التي أجرتها هيئته حول تفشي المخدرات ببلادنا، أظهرت أن نسب تعاطي المخدرات في أغلب ولايات الوطن أصبحت متقاربة بعد أن كانت منحصرة في بعض منها فقط المحاذية للحدود، وهو الأمر الذي اعتبره خطير والذي يدل حسب المعني- أن هناك شبكات قوية لتوزيع المخدرات تنشط على المستوى الوطني. وبخصوص نفس الموضوع صرح المتحدث أن هذه الظاهرة أصبحت تمس مختلف الشرائح، حيث أن المرأة والرجل أصبحا شريكين في تعاطيهما للمخدرات، ناهيك عن هذا فإن الظاهرة في ارتفاع مستمر كذلك في الوسط المدرسي حيث أصبح الأطفال طرفا فيها، وهذا حسب أرقام وزارة العدل حيث هناك 81 حالة إدمان تمس المدارس أمام العدالة.