عالجت محكمة جنايات العاصمة نهاية الأسبوع الماضي أحد الملفات المتعلقة بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، حيث مثل كهل وشاب يقطنان بالحميز للمحاكمة لثبوت تورطهما في الاعتداء على سائق ''كلوندستان'' وجها له 19 طعنة أردته قتيلا إثر مقاومته لهما بعد أن قاما باستدراجه إلى منطقة شبه معزولة ببرج الكيفان وعليه فقد التمس ممثل النيابة توقيع عقوبة الإعدام ضدهما لخطورة الوقائع خاصة وأنه ثبت من البحث الاجتماعي أن المتهم الشاب (ه. ف) مدن على الكحول والمخدرات إضافة إلى إقامته علاقة محرمة مع الكهل بحكم أنه يقيم بمنزله. وبناء على ملف قضية الحال فقد ثبت أن الجانيين خططا للإيقاع بسائقي ''الكلوندستان'' بالعاصمة، حيث قاما بشراء شريط لاصق وحبل لتكبيل الضحايا كما تبين انهما اتفق على التظاهر بأن الكهل والد الشاب فيما يتولى هذا الأخير تقمص دور الابن، حيث وضع شاشا على رجله بحجة انه مصاب حتى يتسنى لهما إيقاف السيارات وهو الأمر الذي حدث بتاريخ الوقائع، حيث تقربا المتهمين من الضحية صاحب سيارة من نوع ''ميقان'' على مستوى محطة باب الزوار أين طلبا منه إيصالهما إلى منطقة ببرج الكيفان وقد كانا لهما ما أرادا بعد أن اتفقا على مقابل قدره 200 دينار غير انهما وبمجرد وصولهما إلى ذات المنطقة قام الشاب (ه. ف) بخنق المجني عليه باعتبار انه كان جالسا في المقعد الخلفي للسيارة بينما قام شريكه (و. ارزقي) البالغ من العمر 53 سنة بتهديد الضحية بواسطة خنجر وبربط يديه غير أن هذا الأخير تمكن من الخروج من السيارة بعد أن قام بدفع الكرسي للخلف لذلك تبعه الجانيان، حيث لم يتردد الكهل عن توجيه له11 طعنة على مستوى الجهة اليسرى للقفص الصدري أردته قتيلا. الجدير بالذكر أنه خلال هذا الاعتداء لاحظ أعوان الأمن لمصنع الاظرفة المحادي لمكان وقوع الجريمة وجود حركة غريبة وهو الأمر الذي دفعهم للتنقل إلى هناك غير أن الجانيين لاذ بالفرار، حيث توجه (و. ارزقي) إلى مزرعة قريبة أين قام بنزع سترته كما حاول إخفاء أداة الجريمة لكن صاحب المزرعة اكتشف أمره وهو ما دفعه لضربه بواسطة قضيب حديدي، فيما تمكن الشاب من الهروب ليتم وبعد مرور يومين إلقاء القبض عليهما من طرف مصالح الأمن بعد أن تم التوصل إلى كشف هويتهما، وحسب ما جاء على محاضر السماع فقد صرح المتهم (و. ارزقي) أمام رجال الضبطية القضائية انه قام بتكبيل يدي الضحية وانه عندما ابدى مقاومة وهرب خارج السيارة أقدم على طعنه مؤكدا في الوقت نفسه انه لم يتعمد قتله وإنما أراد سرقة سيارته فقط، فيما أكد (ه. ف) بانه يوما قبل ارتكاب الجريمة اتفق مع شريكه على السرقة وحضرا لذلك وان دوره اقتصر على خنق الضحية لكن هذا الأخير قام بقتله وهي ذات التصريحات التي تمسكا بها اثناء مثولهما أمام قاضي التحقيق عند الحضور الأول، أما عن مجريات المحاكمة فقد حاولا التهرب من المسؤولية بإلقاء كل واحد منهما اللوم على الآخر وهو ما اعتبره ممثل النيابة العامة مراوغة منهما لتضليل العدالة لذلك طالب من هيئة المحكمة القضاء بإدانتهما بأقصى عقوبة المشار إليها أعلاه