يعاني أغلب سكان ولاية النعامة، خاصة في فصل الصيف، من لسعات العقارب، وبالأخص السكان الذين يقطنون في الاحياء القصديرية أوالأحياء التي تفتقر للتهيئة، حيث تشير الإحصائيات إلى تسجيل 09 وفيات في ظرف سنتين، أرجعها المختصون لاستعمال الأدوات التقليدية في العلاج ارتفعت الإصابات بلسعات العقرب التي هي في تزايد مستمر من سنة لأخرى، حيث تم إحصاء 1390 حالة اصابة في سنة 2004، أما في سنة 2009 سجلت 1696 إصابة، التي أرجعها رئيس مصلحة بمديرية الصحة إلى قلة الحذر ونقص نظافة المحيط، وتحول معظم الأحياء الى ورشات مفتوحة، إضافة إلى كثرة النفايات وانتشار الأحياء القصديرية.. كلها عوامل ساعدت على انتشار ظاهرة لسعات العقارب.. يضاف إلى ذلك توقف حملة جمع العقارب التي كانت تقوم بها مديرية الصحة من أجل الحد من تكاثرها والإستفادة منها في صنع الأدوية. للإشارة فإن ولاية النعامة تنتشر بها أخطر العقارب القاتلة في العالم، والتي تتواجد بكثرة بالجهة الجنوبية بالولاية. ومن جهة أخرى، كشفت إحصائيات مديرية الصحة أن بعض الأمراض أصبحت تنتشر بشكل مذهل، والتي أصبحت تشكل خطرا على السكان، خاصة تلك التي تنتقل إلى الإنسان من الحيوانات بسبب الأوساخ والنفايات. ومن بين تلك الأمراض الحمى المالطية التي هي عبارة عن بكتيريا تعيش داخل جسم الانسان وتنتقل إليه عن طريق بعض الحيوانات كالأبقار مثلا. هذه الأخيرة التي تظهر عليها الإصابة بهذا المرض، حسبما أفادنا به أحد البياطرة عند إجهاضها المتكرر وموت عدد معتبر منها، كما أن الرعاة والموالين هم أول من يتعرض لهذا المرض وذلك راجع إلى استنشاق الرذاذ الملوث بالبكتيريا. كما تنتقل العدوى عن طريق حليب الأبقار الذي يكون مطلوبا بكثرة في موسم الحر من طرف سكان المنطقة، وقد تتحول الحمى إلى حالة مزمنة وتصيب مناطق حساسة من جسم الإنسان كالجهاز العصبي والقلب وفقرات الظهر والعظام. وفي هذا السياق، تشير بعض الأرقام إلى ارتفاع مستمر لعدد المرضى بالرغم من الحملات التحسيسية التي تقوم بها الجهات المعنية. ففي سنة 2005 سجلت مديرية الصحة بالولاية 114 إصابة، وفي سنة 2008 تضاعف الرقم تقريبا إلى ثلاث مرات.. حيث وصلت الاصابة إلى 326 حالة. لكن الأخطر أن المرض تفشى بطريقة سريعة إلى أن وصل سنة 2009 إلى 621 حالة. ويرجع معظم العاملين بالقطاع الصحي هذا الإرتفاع إلى تزايد عدد السكان مع نقص التوعية، إضافة إلى انتشار مرض الليشمانيوز الذي يرجعه بعض الأطباء إلى انتشار الفقر والحرمان، كما له علاقة أيضا بانتشار بعض الناموس الذي يطلق عليه ذباب الرمل، والذي يظهر حسبهم في شهر مارس وأفريل وسبتمبر.