تزايدت أعداد الحيوانات البرية بعدما قررت السلطات المحلية لعين مليلة منع اصطيادها بشكل رسمي، في وقت أدى وجود تلك الحيوانات المفترسة في المناطق الجبلية لدائرة عين مليلة، إلى إلحاق أضرار جسيمة بالرعاة وأصحاب المواشي، فتكاثر أعداد الذئاب والخنازير مثال لتلك المخاطر التي يتعرض لها أصحاب المواشي في مناطق أولاد بلعقل وأولاد قاسم والفزقية وجيد مالو بعين مليلة في ولاية أم البواقي. في جبل “قريون” الذي يقع في بلدية أولاد قاسم بدائرة عين مليلة، ظهر، في الآونة الأخيرة، قطيع من الذئاب والخنازير ألحق أضرارًا بالغة بسكان تلك المنطقة. يقول السعيد قامو، مالك أعداد كبيرة من المواشي، ل “الفجر”: “أشاهد منذ نحو 5 أشهر قطيعا من الذئاب في أطراف قريتنا، والذي ألحق بنا أضرارًا جسيمة، فقد قتلت في قريتنا فقط 13 رأسًا من الخرفان والماعز، بالإضافة إلى الأضرار الأخرى التي ألحقتها بالقرى المجاورة لنا، خاصة المحاصيل الزراعية”، وأضاف:”قبل أيام قليلة، هاجم قطيع من الذئاب مواشينا وقتلت 3 خراف ومعزتين، وبعد أن تنبهنا لها قمنا بإطلاق النار عليها فقتلنا أحد الذئاب”.أما مسعودي الهامل، و هو من سكان تلك المنطقة، فقد تحدث ل”الفجر” بالقول: “ كثيرًا ما رأينا تلك القطعان من الذئاب والخنازير، ولكن بسبب منع الإصطياد في منطقتنا لا نستطيع أن نقتلها، وكنا مجبرين على قتل الذئب الذي قتلناه، لأنه حينها كان يخنق مواشينا، وإن أعدادها تزداد يوما بعد يوم”. فيما قال لوصيف لوز، أحد رعاة تلك المنطقة، إن “الرعاة كثيرًا ما يواجهون هجمات الذئاب في جبل قريون، ولكننا لم نستطع قتلها لحد الآن، لأنها تهاجم مواشينا في أوقات متأخرة من الليل، وحينها نكون نائمين”. وبقرية أولاد بلعقل بمدينة عين مليلة، يعاني السكان القلائل بهذه المنطقة مخاطر جمة، فغالبية السكان لا يحوزون الأسلحة الكفيلة بردع الذئاب والخنازير، وبالتالي تمكينهم من الدفاع عن ماشيتهم والمحافظة على محاصيلهم الزراعية. وقد اشتكى عدد من مواطني تلك القرية ل”الفجر” بسبب تجريدهم من أسلحتهم خلال فترة الإرهاب الذي عاث فسادًا كبيرًا في هذه القرية وجعل معظم قاطنيها ينزحون مكرهين نحو المناطق الأخرى هروبًا من همجية سنوات الإرهاب الأعمى، يقول الحاج قواجلية رافع: لقد قضت الذئاب خلال السنة الماضية على حوالي 50 رأسًا من الأغنام و الماعز، كما أتلفت الخنازير عشرات الهكتارات من المحاصيل الزراعية، ولم أستطع الدفاع عن ماشيتي و محاصيلي الزراعية لأنني لا أملك بندقية الصيد التي جردت مني أوائل التسعينيات بسبب الإرهاب، وكل ما أستطيع عمله هو رجمها بالحجارة وإشعال النار وإحداث جلبة متعمدة من أجل إخافة الذئاب والخنازير. أما المسؤول المحلي لمحافظة الغابات بولاية أم البواقي فقال ل”الفجر” إن “اصطياد وقتل جميع الحيوانات البرية ممنوع بحسب القانون، وحتى إذا هاجمت قطعان الذئاب والخنازير مواشي المواطنين وألحقت بها أضرارًا، فلا يسمح بقتلها”. وأضاف “إننا لا نستطيع السماح لهم بقتل أي حيوان بري، لذلك فان الحل الوحيد أمامهم هو الاعتناء جيدًا بمواشيهم”. وحسب مصدر مسؤول بمديرية الفلاحة لولاية أم البواقي ل”الفجر”، فإن عدد رؤوس الماشية التي فتكت بها قطعان الذئاب على مستوى ولاية أم البواقي، خلال الفترة الممتدة من ماي 2009 إلى ماي 2010، يُقدر بحوالي 500 رأس من أغنام و ماعز، كما تم إتلاف حوالي 20 هكتارًا من مختلف المحاصيل الزراعية من طرف قطعان الخنازير في ذات الفترة الزمنية، مع الإشارة إلى أن هذه الأرقام غير نهائية.