أدانت محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة أربعة أشخاص بثلاث سنوات حبسا نافذا، بتهمة جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تنشط بمنطقة خميس الخشنة ببومرداس، كلفتهم باقتناء رجل اصطناعية من أحد المستشفيات بالجزائر العاصمة لأحد أفرادها بترت ساقه، وبتزويدها بالمؤونة وتجنيد الشباب في صفوفها وربط كل من “ب. رشيد” المدعو “فريد” و “ب. ياسين” المدعو “يحيى” و”ب. عيسى” المدعو “سفيان” و “ز. عبد الحق” الذين التمست النيابة العامة تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حقهم، لاتصالاتهم بإحدى الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة خميس الخشنة ببومرداس والتي يقودها المدعو أسامة الزرقاوي، وكانوا يلتقون بأحد المساجد بالعاصمة بأفراد جماعة الدعم والاسناد للإرهابي وكان يدور الحديث بينهم في بادئ الأمر حول الجهاد في العراق، ليتطور إلى ما مدى مشروعيته بالجزائر. وعملت الجماعة الإرهابية التي يقودها أسامة الزرقاوي على إقناع المتهمين الأربعة المتابعين في القضية، حسب ملفهم القضائي بالالتحاق وليكونوا أفراد دعم وإسناد لها، إذ تسلم “ب. رشيد” المدعو “فريد” هاتفا نقالا من أحد أفراد هذه الجماعة الإرهابية واتصل به “جمال الأفغاني” هاتفيا وحدد معه موعدا للقاء بأحد جبال خميس الخشنة ببومرداس وطالب أحد الإرهابين هناك بتمكين الجماعة التي ينشط ضمنها من المؤونة وتجنيد الشباب واستمرت الاتصالات بين المتهمين الأربعة، وهذه الجماعة المسلحة حسب ما جاء في جلسة محاكمتهم، مباشرة بمنطقة خميس الخشنة لتلبيه أغراض الجماعة التي طالبتهم بتزويدها بعشرين مترا من القماش، وكذا 20 مترا أخرى من البلاستيك، كما استفسرت “ب. ياسين” المدعو “يحيى” عما إذا كان يحوز رخصة سياقة لقيادة شاحنة لتزويدها بالمؤونة وما إذا كان يستطيع الحصول على رجل اصطناعية لأحد أفراد الجماعة الذي بترت ساقه في إحدى المواجهات أفراد الجيش، فاستجاب “ب. ياسين” لهذا المطلب الأخير، وقصد المستشفى والتقى هناك “ب. رشيد”، ممرض في مصلحة الأشعة، وطالبه بتمكينه من الرجل الاصطناعية، غير أن هذا الممرض رفض الفكرة لاستحالة ذلك في حال عدم تزويده بالملف الطبي للمعني الذي لم يقصد مثلما جاء في جلسة المحاكمة المصالح الاستشفائية للعلاج، وهو مانفاه المتهم وكذا “ب. عيسى” المسمى “سفيان” مساعد بناء بميناء العاصمة، الذي عثرت مصالح الأمن بمنزله على ألبسة مستعملة كان ينوي منحها لأفراد الجماعة الإرهابية، وأكد هذا المتهم بأنه قصد مستشفى القطار للعلاج حول صدره والتقى الممرض “ب. رشيد” لهذا الغرض وليس لمطالبته بتمكينه من رجل اصطناعية. وورد في ملف المتهم الأخير في القضية “ز. عبدالحق” أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع “ب. حسان”، إرهابي وعنصر دعم وإسناد، وتنقل بسيارة من نوع 206 إلى منطقة خميس الخشنة والتقى بمجموعة إرهابية هناك، كما عثرت مصالح الأمن بمنزله على أشرطة تحريضية للجماعات الإرهابية. وأنكر المتهمون الأربعة كل ما ورد من معلومات حولهم في ملفهم القضائي وأكدوا على عدم صلتهم بأي جماعة إرهابية تنشط بمنطقة خميس الخشنة ببومرداس، وتركزت مرافعات دفاعهم حول هذا الطرح، وطالبوا بإفادة موكليهم بالبراءة التامة.