تُخطط كندا لإنجاز مشروع مزارع تربية الأبقار بغرب الوطن، بعد أن زار المنطقة سفيرها بالجزائر، وطرح المشروع الذي أكد بشأنه أنه سيقضي على ندرة الحليب بداية من 2014، واعتبر أن استغلال الثروة المحلية ضروري لمواجهة تقلبات الأسعار، مع ضرورة تنشيط الحركة الفلاحية لضمان التصدير خارج المحروقات على المدى القريب التعاملات البيّنية تصل 3.5 مليار دولار سنويا ومشروع الألمنيوم رهان المستقبل أثنى السفير الكندي بالجزائر، باتريك باريزو، بالإمكانيات المتوفرة وطنيا، وأثنى أيضا على جهود المصالح المعنية بالتنمية المحلية، الريفية والفلاحية، خلال زيارته السابقة لولايات غرب الوطن. ودعا هذه المصالح إلى استغلال كامل الإمكانيات وإتاحة الفرص للخبراء والشركاء الأجانب، لإقامة صناعة تحويلية، واستحداث مزارع لتربية الأبقار والمواشي المخصصة لإنتاج اللحوم الحمراء والحليب، بالإضافة إلى إقامة المداجن الخاصة باللحوم البيضاء، لتجنب استيراد هذه اللحوم من الخارج، لا سيما وأن الجزائر قد شرعت في عملية استصلاح الأراضي بنحو 2.5 مليون هكتار لحد الآن، تضاف إلى حوالي 7 مليون هكتار صالحة للزراعة. فيما تنوي كندا أن تقيم مشاريعها بكل من سيدي بلعباس وتيارت، باعتبارهما مناطق رعوية وتتوفر على شروط تربية الأبقار، في انتظار دراسة مشاريع أخرى بولايات داخلية. استيراد بعض السلالات من أوروبا وتنتظر كندا تأشير الجهات المعنية للسماح لها بإنشاء هذه المزارع، التي يؤكد بشأنها السفير، أنها ستقضي على ندرة الحليب بداية من 2014. وقد تطرح كندا مشاريع أخرى تتعلق باللحوم الحمراء، من أجل تخفيض فاتورة الاستيراد، لا سيما خلال شهر رمضان الفضيل، وترغب أيضا في توطين الانتاج محليا، دون الاعتماد على الاستيراد، مثلما تعودنا عليه، حيث لا تزال الجزائر تستورد اللحوم وبودرة الحليب من الخارج، لتغذية الجزائريين، رغم تسجيل عدة تجاوزات قانونية وشرعية في حق المستهلك. ويتم بموجب الاتفاقية بين الجزائروكندا في حال قبول هذا المشروع، استيراد بعض أنواع الأبقار من أوروبا، منها السويسرية والإيطالية لتربيتها محليا، وتشجيع عملية التكاثر والتهجين الحيواني، لضمان أنواع ملائمة من الأبقار الحلوب، وفي المقابل الاهتمام باللحوم وتربية الأنواع الخاصة بذلك ضمن مشاريع أخرى، وكذا تسمين الأبقار بعد فترة من استغلالها في الحليب للاستفادة من لحومها. نصدر إلى كندا 3 ملايير دولار كندي ونستورد منها 351 مليون دولار أما بخصوص أرقام المبادلات، فإن الجزائر تصدر إلى كندا النفط والمحروقات بحجم 3.77 مليار دولار كندي، وتستورد منها القمح والحبوب بنسبة 60 بالمئة من إجمالي 351 مليون دولار كندي، والتي تضاف إليها نسب أخرى تخص التجهيزات وآلات التصنيع، وتُعد الجزائر حسب السفير، أكبر ممون إفريقي وعربي لدولته، والعاشرة عالميا، ورابع مستورد منها عربيا وإفريقيا، بحجم إجمالي للمبادلات وصل 3.5 مليار دولار، وتستثمر كندابالجزائر 218 مليون دولار، عبر مؤسساتها ال30 التي تنشط في السوق الوطنية في مختلف القطاعات الحيوية، فضلا عن نشاط المؤسسات الاستشارية في مجال الهندسة وتقنيات الطاقة والغاز، والتي تتجاوز استثماراتها مليار دولار. ما يؤكد لجوء الجزائر إلى الخبرة الكندية بقوة، في كل المشاريع والمخططات التنموية، حيث تنوي كندا أن تشارك الجزائر في استراتيجيتها ضمن المخطط الخماسي الممتد إلى غاية 2015، وكذا مخططات البيئة والطاقات المتجددة، بالإضافة إلى قطاعات الزراعة والصناعة للسنوات المقبلة، لذلك تسجل سفارة كندابالجزائر 60 طلبا لشركاتهم، ترغب في كسب حصص بالسوق الوطنية، بعد مرور 40 سنة من التواجد الكندي بالجزائر. ^ عبد النور جحنين