يعيش سكان قريتين ببلدية عين الزاوية بدائرة ذراع الميزان بولاية تيزي وزو حالة ترقب وحذر، سبقتها أجواء شحناء وغضب بين أبناء القريتين بسبب خلاف حول دفن الموتى بإحدى المقابر على مستوى المنطقة. وحسب ما علمته “الفجر” من مصادر محلية، فقد حلت أمس ببلدية عين الزاوية لجنة خاصة لتقصي حقيقة وأسباب هذا الخلاف الذي كاد أن يتحول إلى فتنة كبرى بين السكان، وقد يأخذ أبعادا خطيرة في حال تماطل المصالح المعنية في التدخل العاجل، وتتشكل اللجنة حسب ذات المصادر من الممثل الشخصي للوالي المتواجد في عطلته السنوية، وممثلين عن مديريات الشؤون الدينية والصحة ونواب من المجلس الشعبي الولائي. وتعود بوادر الفتنة إلى حوالي أسبوع عندما رفع سكان قرية بوحاقل لسكان القرية المجاورة قضية دفن موتاهم بمكان بين القريتين تم مع مرور الوقت تحويله إلى مقبرة برخصة من السلطات المعنية، لكن سرعان ما أخذت القضية أبعادا خطيرة ميزها جو من المشاحنات انطلقت بغلق مقر البلدية، وقطع الطريق الوطني رقم 30 في شطره الرابط كل من عين الزاوية ودائرة ذراع الميزان باتجاه بلدية بوغني احتجاجا منهم على عدم التدخل العاجل للسلطات المحلية، لتأخذ فصول القضية منحى آخر عندما توفي شيخ ينتمي إلى قرية بوعكاش، حيث قام سكان القرية بدفنه بالمقبرة الجديدة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة وغضب سكان بوحاقل الذين حاولوا منعهم من عملية الدفن، ما جعل بعض العقلاء يتدخلون لتهدئة الأوضاع بين سكان القريتين لتفادي تأزم وتفاقم الأوضاع نحو الأسوإ، إلا أن الأمر حدث فعلا عندما قرر سكان بوحاقل تصعيد الحركة الاحتجاجية خلال اليومين الأخيرين من خلال غلقهم مقر بلدية عين الزاوية، وشل حركة المرور لإرغام السلطات على العدول عن قرارها، وتجميد الرخصة التي تحصلت عليها قرية بوعكاش للاستفادة من قطعة أرضية تم تحويلها إلى المقبرة بسبب ضيق مقبرة القرية. وقد حذرت مصادر محلية موثوقة من تصاعد الخلافات بين القريتين ما قد يعيد حسبهم، بطريقة مخالفة، ما عاشته أغريب بأزفون العام المنصرم، عندما دخلت اللجنة الدينية والسلطات المحلية في خلافات حادة أبقت المنطقة على كف عفريت بسبب بناء مسجد على قبور الموتى.