خراب وحرائق مهولة أتت على مقر بلدية ترميتين/ تصوير: مكتب تيزي وزو مصالح الأمن تصدت للمتظاهرين وأوقفت 17 شخصا اعتصم صباح الجمعة مئات المواطنين من قريتي "آيت أعريف وزرودة" التابعتين لبلدية تيرميتين بدائرة ذراع بن خدة أمام مقر محكمة تيزي وزو للمطالبة بإطلاق سراح الأشخاص 17 الذين أوقفتهم مصالح الأمن عشية أول أمس الخميس على مستوى بلدية تيرميتين. * * وحسب ما علمته "الشروق" من مصادر متطابقة فإن المعنيين تم إيقافهم على أساس تهمة تخريب وتحطيم أملاك عمومية وهذا بعد أن أقدمت مجموعة من الشباب الثائر على تخريب مقر البلدية وإضرام النيران في مصلحة الحالة المدنية لبلدية تيرميتين في حدود منتصف نهار أول أمس الخميس. هذه الحركة الاحتجاجية وحسب ما علمته "الشروق" من مصادر من عين المكان بدأها سكان القريتين المذكورتين سابقا صبيحة أول أمس وهذا عبر إغلاق مقر البلدية وكذا الطريق الوطني رقم 25 والطريق الولائي رقم 128 أمام حركة المرور، هذه الحركة الاحتجاجية قام بها المواطنون من أجل المطالبة بتحويل مقر البلدية والثانوية وما تابعها من مصالح أخرى إلى مساحات عقارية تتوسط القرى وتكون سهلة المنال على جميع المواطنين، هذه المطالب التي سبق وأن رفعها المواطنون سابقا إلى المصالح المعنية لم تلق استجابة ولا ردا مما دفع بالمواطنين في الأسبوع الماضي إلى غلق مقر البلدية والدائرة والطريق الوطني السالف الذكر. * وعلمت "الشروق" من أحد أعيان قرية آيت عريف أن المكان الذي تتواجد فيه البلدية كان في السابق مركزا "للحركى" أو ما كان يدعى ب "لاصاص La SAS"، وبالتالي فقد شدد العديد من أفراد العائلة الثورية على ضرورة تحويل مقر البلدية إلى مكان آخر للتخلص من هاجس الصور الاستعمارية التي عاشها العديد من المواطنين في تلك البنايات سابقا إبان الحقبة الاستعمارية، هذا و بحدود منتصف النهار تحولت الحركة الاحتجاجية على مستوى البلدية إلى مجرى آخر وبدأت مجموعة من الشباب تكسر الزجاج والأبواب وتبعهم شباب آخرون لم يتمالكوا أعصابهم وبدؤوا بالتخريب والكسر والحرق في مصالح الحالة المدنية للبلدية، ومساء بعد أن رفع رئيس البلدية شكوى لدى المصالح المعنية تدخلت قوات مكافحة الشغب لفك الأزمة ودخلت في مواجهات مع شباب القريتين على مستوى المكان المسمى "تيبلاكين" أو عين المكان الذي أغلق فيه الطريق، حيث استعملت مصالح الأمن القنابل المسيلة للدموع وحتى بعض الرصاصات البلاستيكية من أجل تفريق المتظاهرين. هذا ومن خلال عملية التدخل اعتقلت مصالح الأمن 17 شابا من القريتين من بينهم طفل قاصر وتم تحويلهم للحجز طيلة ليلة أول أمس، وقد حاول سكان القريتين التدخل ليلة أول أمس على مستوى مقر الأمن الولائي من أجل المطالبة بإطلاق سراح الموقوفين، وخلال نهار أمس تم تقديم الموقوفين على وكيل الجمهورية لدى محكمة تيزي وزو من أجل النظر في قضيتهم والتهم المنسوبة إليهم، وهذا في أجواء مشحونة بالغضب والغليان الشعبي للمئات من المواطنين المعتصمين أمام مقر المحكمة والذين يؤكدون من جهتهم أن الموقوفين لا دخل لهم بما حدث في البلدية وأن الأمر مدبر من جهة ما للإطاحة بسمعة القريتين وكذا للتقليل من شأن المطالب التي يحتجون من أجلها.